تشفى التليفزيون الإسرائيلي بشكل واضح من الأحداث التي تشهدها مصر حاليا ، معتبرا أن آمال المصريين في الحرية قد تبخرت بسبب بطء الإجراءات التي يتخذها الجيش ,و تناول تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر ، مشيرا إلي أن هناك حالة من التوتر المتصاعد ليس فى ميدان التحرير بالقاهرة فقط ، ولكن امتد إلى السويس والأسكندرية وغيرها من المدن .
وذكر التقرير أن الفقر والبطالة والحرمان دفعت المصريين للبحث عن تحسين مستقبلهم ، " لكن بمرور ستة أشهر على الثورة لم يتغير شئ بالنسبة للحالة الإقتصادية للجماهير فى مصر ، فعلى العكس فالفوضي تنتشر فى البلاد ، وهناك شلل فى الحياة الإقتصادية وحالة من عدم الاستقرار" .
وتابع التقرير :" أصبحت النتيجة أكثر سوءا من الحالة التى كان بها خلال عهد مبارك ، فالفوضي عارمة فى الشوارع وهناك غياب أمنى كبير " .
كما تناول التقرير بطء المسيرة الديموقراطية فى مصر ، مضيفا أن الآمال فى حرية التعبير والديموقراطية قد تبددت ، مع بطء في حركة تشكيل الأحزاب ، ورغبة البعض بتسريع عملية الانتخابات والتى تهدف لإفشال تلك المسيرة ، ومنع تلك الأحزاب من تنظيم نفسها لخوض الانتخابات .
وقال التقرير إن الجيش سيواصل السيطرة على البلاد لفترة أطول بمشاركة بعض القوى الحزبية القديمة . والخلاف بين بعض القوى السياسية مثل الإخوان الذين يطالبون بعقد الانتخابات فى سبتمبر وحركة 6إبريل وأنصار البرادعي الذين يطالبون بالدستور أولا , هذا النقاش يدور فى ظل غياب آليات واضحة لتظيم الخطوات القادمة .
و لفتت القناة إلي أنه " لم يتم اتخاذ أحكاما حول قتل المتظاهرين ، ولا الفساد أو سرقة أموال الدولة ، وأشار الكاتب أن مبارك نفسه مازال فى المستشفى منذ عدة أشهر ، معربا عن شكه فى مثول مبارك أمام القضاء ، فالكثيرين فى مصر يرون أن الجيش يحمي مبارك ، وأن هناك شك أيضا فى محاكمة أبناء مبارك فى القريب ، وهو الأمر الذي يزيد من حالة الإحباط لدى الجماهير" .
و لفت التقرير إلي بقاء العديد من رموز النظام القديم فى أماكنهم دون تغيير ، والحكومة نفسها يوجد به العديد من من رجال النظام القديم ، وعندما أقال وزير الداخلية العديد من الضباط كانت تلك محاولة لتهدئة الجماهير ، لكن الشرطة المصرية ظلت على حالها دون تغيير عن فترة مبارك" .
و أضاف التقرير " ليس غريبا غضب الجماهير ، خاصة تجاه الجيش الذي كان منذ عدة أشهر بطل الثورة وحاميها ، لكنه الآن أصبح بطيئا ويحمى رموز النظام القديم"، مضيفا ": تعالت الأصوات المطالبة بالإطاحة بالمشير كما تمت الإطاحة بمبارك منذ عدة أشهر، وأمام تلك الأحداث التى تشهدها مصر يحاول الجيش أن يبذل قصاري جهده لتهدئة المتظاهرين ، والمشكلة ان الجيش يدرك أن هناك حدود لاسترضاء الجماهير ، فعلى سبيل المثال منع إغلاق قناة السويس لما سيجلبه من أضرار بالغة على مصر.,وكذلك من الغريب مساعدة الجيش للإخوان المسلمين ، أعداء النظام المصري السابق ، والذين يسعون لتعزيز موقفهم من خلال التحاور والتعاون مع الجيش" .
وفى نهاية التقرير ، أشار الكاتب أن إسرائيل ليست موجودة على الساحة المصرية ، وأن هذا جيد ، ولكن التفجير الرابع لخط الغاز الطبيعيى لإسرائيل فى سيناء أصبح أداة قوية تستخدم فى الصراعات الداخلية المصرية ، معتبرا إن الربيع المصري قد تحول إلى صيف حار وملتهب .