05 - 05 - 2025

ذكريات عيد سعيد

ذكريات عيد سعيد

من حقى ومن واجبى فى أن واحد أن أقول لكم جميعا (عيد سعيد) او (صح عيدكم) او (عساكم من عواده) او ( من العايدين أن شالله) او اقول لكم التعبير الأكثر شيوعا فى عالمنا العربى ( كل عام وانتم بخير) ومن حقكم على أن أتمنى لكم الاستمتاع بما قسمه الله لكم من طيباته ومن بهيمة الانعام...وإن أدعو الله لكم بأن يمتعكم بالصحة ويجنبكم عسر الهضم والتلبك المعوى ومكر القولون وان ينسيكم الريجيم والكوليسترول وسنينه.....وإن يجعل أيام عيدكم فرصة مغتنمة لوصل ما انقطع من ارحامكم وتمتين الجسور مع أحبائكم وأصدقائكم وإصلاح ما أفسده الدهر مع زملائكم وجيرانكم.

أعود بالفلاش باك نصف قرن للوراء مع ذكريات عيد الأضحى المبارك لأجد نفسى فى حارة السقايين التى تعد من أشهر حوارى عابدين والتى ازدادت شهرة بعد أن أنتج فيلم سينمائي باسمها وبعد أن غنت لها شريفة فاضل (أعاد محمد منير الغناء لحارة السقايين) أتذكر أن  الأسر القادرة على شراء خروف العيد كانت قليلة جدا رغم أن الأسعار لم تكن تقارن بأسعار اليوم فالبون شاسع بين الآحاد والآلاف...كانت الأسعار منخفضة والفلوس شحيحة جدا ووقتها كان يشار للتاجر صاحب رأس المال  بكلمة (الفى) أى أنه يتاجر فى الف جنيه أو يحتكم على الف جنيه عدا ونقدا (بحسب بسيطة فإن ثمن الخروف هذه الأيام يعادل عدة تجار الفيين)

أتذكر محلات الحلاقة (حنا) و (فتحى) و (مبروك وحنفى) التى كانت تعج بعشرات الكبار والأطفال الذين يصرون على الحلاقة قبل حلول العيد....كانت السهرة صباحى فى هذه المحلات وحتى صلاة العيد.

أتذكر أم بيشوى التى تخصصت فى صنع الرقاق فى منزلها الواقع فى أقصى نقطة بدرب المواهى وعلى الحدود مع حارة الذرة....كان منزلها أقرب ما يكون للمنزل الريفى غرف أرضية فقط وفناء متسع تمرح فيه أسراب البط والدجاج بالإضافة إلى فرن بلدى.....امتازت أم بيشوى بالانضباط والنظافة والمهارة فى صنع الرقاق.....وقتها كان خبز الرقاق من أهم ملامح الاستعداد لعيد الأضحى أو العيد الكبير وهو المعادل الموضوعى للكحك فى عيد الفطر أو العيد الصغير......وكانت أم بيشوى عنصرا فاعلا فى استقبال العيد لغالبية سكان عابدين......ومع إتمام مهمتها كانت ترى وهى تتجه مع بناتها لكنيسة الملاك غبريال الكائنة فى حارة السقايين للصلاة وشكر الله

فى صباح أول أيام العيد لم يكن هناك صوت يعلو على صوت (العيدية)ووقتها كانت الأوراق المالية الأكثر شيوعا  للعيدية الخمسة قروش (الشلن) و العشرة قروش (البريزة) وال25 قرش ( الربع جنيه) اما الوصول ل (الجنيه) فكان للمحظوظين ....وقتها كان( البرد على قد الغطا) فلم تكن هناك مولات ولم نكن نعرف لا كنتاكي ولا ماكدونالد....كنا نيمم شطر حديقة الحيوان أو جنينة الحرية أو جنينة الأندلس ومحلات الكشرى وشيكولاته كورونا ولبان ايكا ودمتم.....

أتذكر جيدا موضة ( البريزر) التى ظهرت فى أحد الأعياد وكانت عبارة عن جاكت كحلى أو أخضر بازرار ذهبية أو فضية مع بنطلون شورت رمادى اللون وحذاء  نعل كريب......ومن قبيل التجويد ظهر جاكت بياقة ثم ظهر جاكت بدون أو منزوع الياقة. .....

فى أيام العيد كانت سيارات التاكسى تصطف فى ميدان عابدين فى انتظار الزبائن. ...وكانت بعض التاكسيات تأخذ الأطفال لفة حول الميدان بقرش. ..أما عربات الحنطور التى تجرها الخيول فكانت ارخص الجولة بتعريفة أى 5 مليم (فى زمن مضى عاش المليم مرفوع الرأس موفور الكرامة) رجائي منكم جميعا أن تنسوا كل الأرقام إلى ذكرتها فكل وقت له أذان. ...وكل عام وانتم بالف خير

##

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو