رئيس مصر المشير عبد الفتاح السيسي تحدث في الأمم المتحدة في خطبة رائعة عصماء عن دولة اسمها مثل اسم دولتنا العزيزة مصر تحترم القانون وتعلي قيمة الحرية التي كررها عدة مرات ثم تحدث عن حرية التعبير ومصر التي انجزت الدستور مما جعلني اذكر المثل الشعبي الشهير " اسمع كلامك اصدقك اشوف أمورك استعجب !" فما قاله الرئيس السيسي يتنافى تماما مع الواقع اليومي الذي نعيشه في مصر وهو ما يذكرنا ايضا بحسني مبارك الذي ظل يتحدث عن محدودي الدخل لعشرات السنين وهو وحكوماته السبب الأول في زيادة فقراء مصر !
كما يذكرنا ايضا بمرسي واخوانه الذين ظلوا يتحدثون عن المشاركة لا المغالبة ثم اتبعوا سياسة الإقصاء والتكويش ، ويبدو اننا نعيش دائما مع سلطة تراهن على شعبها وعشيرتها فقط ،، فالسيسي يخاطب انصاره ويراهن على شعبه فمصرستان لا تعترف بمعارضة او صوت لناقد يرفض ما يحدث من جنون !
اذا كانت الدولة المصرية كما قال رئيسها تعلي قيمة الحرية وتحترم الحق في حرية التعبير وتسعد بإنجاز دستورها الذي يكرس مفهوم الحرية للجميع ، فما علاقة هذا بما حدث مع جريدة المصري اليوم ومع ما يحدث في مصر من انتهاك للدستور !؟
الفقرة الأولى من المادة ( 71 ) من الدستور تقول " يحظر بأي وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية او مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها ويجوز استثناء فرض رقابة محددة عليها في زمن الحرب أو التعبئة العامة. "
ولكن في يوم الأربعاء 1-اكتوبر 2014 تعرضت جريدة المصري اليوم لأمر يتنافى تماما مع الدستور عندما تدخلت جهة سيادية لحذف احدى الصفحات التي تنشر حديثا لأحد رجال المخابرات السابقين عن حرب اكتوبر وهددت بعدم صدور هذا العدد من الجريدة وهو ما يؤكد ان الصحف مراقبة وبالفعل تم حذف الصفحة والغريب ان كلام رجل المخابرات السابق يتحدث عن معلومات حول انتصارات حرب اكتوبر التي نحتفل هذه الايام بذكراها ال41 وهو ما يجعل اي حديث عن ادق التفاصيل العسكرية في هذه الحرب لا يشكل اي خطر حيث تصدر غالبية دول العالم وثائقها السرية الخاصة بالأحداث الكبيرة بعد مرور 30 سنة من الحدث لكننا نعيش في مرحلة اسميها "مصرستان " فأغلب ما يحدث حولنا لا علاقة له بعقل او منطق او قانون او دستور بل له علاقة بالمورستان !
هل تعلم ان الأستاذ محمد سلماوي كان رئيسا لتحرير المصري اليوم منذ شهور قليلة !
هل تعلم أن الأستاذ محمد سلماوي يشغل حاليا عضوية المجلس الأعلى للصحافة !
هل تعلم أن الأستاذ محمد سلماوي هو رئيس اتحاد كتاب مصر !
هل تذكر أن الأستاذ محمد سلماوي كان المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين !
يقول الأستاذ محمد سلماوي مشيدا بما حققه في الدستور في مقال له بنفس الجريدة المصري اليوم بتاريخ 5 نوفمبر 2013 تحت عنوان حرية المعلومات " لأول مرة تبدأ المادة بالنص على أن المعلومة أصلاً «ملك للشعب»، وهو ما يترتب عليه إتاحتها لمالكها «بشفافية» كما تنص المادة، وهذا يفضى بدوره إلى النص على «عقوبة» لكل من يحجب المعلومة أو يقدم «معلومة مغلوطة عمدا .. ويكمل سلماوي مقاله وذلك في الفترة التي كان فيها متحدثا باسم لجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور ويقول سلماوي متباهيا مفتخرا بما حققه " على أن المادة (??) لا تتعلق فقط بالمعلومات وإنما أيضاً بالوثائق الرسمية "
ويختتم سلماوي بالثناء على مواد الدستور الخاصة بحرية تداول المعلومات فيقول " إنها نقلة نوعية لمصر يمكن أن تنقلها مباشرة إلى العصر الحديث، عصر المعلومات والرقمنة حيث أصبحت المعلومات هى أقوى أسلحة التنافس الدولى "
فهل يتحرك الأستاذ سلماوي غيرة على جريدة كان يرأس تحريرها أو دستور كان يوما متحدثا باسم لجنة تعديله !؟ هل يقلب سلماوي الدنيا رأسا على عقب ويجمع زملاءه في لجنة الخمسين ليقفوا كأول المدافعين عن دستور ابسط ما يمكن ان يوصف ما يفعل به بأنه " بيتمرمط " !
استاذ سلماوي " ما تقوم تطمن على دستورك ! "
