05 - 05 - 2025

صفات الرجل الثاني

صفات الرجل الثاني

يبدو ان للرجل الثاني في الأنظمة العربية صفات تختلف عنها في أنظمة الدول الأوربية وغيرها من الدول المتقدمة، فالرجل الثاني في الدولة في الأنظمة الأوربية يتمتع بصفات القائد الاول من الذكاء والقدرة على التحرك في الوقت المناسب والقدرة على التفاعل مع الأحداث، كما يتمتع بنفس قدرات الرئيس في التحكم في ومؤسسات الدولة وقت غيابه، الا ان صفات الرجل الثاني في العالم الثالث تختلف عن ذلك بل هي النقيض من هذه الصفات، فالرجل الثاني لدينا يتم اختياره بناء على عدم قدرته على اتخاذ اي قرار مهم، وعدم القدرة على ان يحل محل الرئيس في يوم من الايام، واذا جاء اليوم الذي يحل فيه محل الرئيس يكتشف الناس كم ان رئيسهم كان عبقريا وحكيما في ادارة أمور الدولة، وانه رغم انتقادهم الدائم له الا انهم يكتشفون انهم ظلمته كثيرا، لان غيره لا يستطيع ادارة الدولة بربع الكفاءة التي كان يدير بها الدولة، ولأنه ظل خاملا ولم يتعود على ادارة الأمور، ولا يعرف كيف تدار الدولة، ولا كيف تكون المؤسسات تحت إمرته تنفذ تعليماته ولا تحيد عنها، فإذا تولى زمام الأمور لا يستطيع ان يغير شيئا ولا حتى تحريك حجر من مكانه انظر ادارة الحكم في عهد المشير طنطاوي الذي تبنى نظرية " لا تحرك حجرا حتى لا يقع على قدمك" وانظر أدار الحكم في اليمن في عهد المشير عبد ربه منصور هادي وكيف ترك الحوريين يستولون على صنعاء ولم يستطع تحريك كتيبة في الجيش لقتالهم وكيف استسلم قائد جيشه وكيف خانه وزير داخليته وسلما صنعاء للحوثيين  ، لن الرجل لم يستطع طوال فترته تحريك حجر من مكانه حتى لا يقع على قدمه فيكسرها.

لذلك لن تجد يوما في بلادنا رجل ثاني قوي، لانه لايتم اختيار سوى ضعفاء الشخصية ليكونوا بجانب الحكام، حتى لا يفكروا في ان يحلوا محلهم في يوم من الايام، انظر لطموحات حسني مبارك خلال فترة السادات والذي كانت غاية أحلامه وطموحاته ان يكون سفيرا في بلد الاسكلنسكلات "بريطانيا" وربما قادته الاقدار فقط ليكون  رئيساً للدولة، فظل طوال فترة حكمه  حيث ظل طوال ثلاثين عاما يعمل بنظرية لا تحرك حجرا من مكانه حتى لا يسقط على قدمك.

لذلك لن تجد هذه البلاد تنجب قائدا قويا في ظل هذه الظروف التي يبحث فيها الحكام عن أسوأ الأشخاص ليكونوا وزراء ومسؤولين، فهذه البلاد منكوبة منذ قديم الزمان بحكامها ووزراءها الذين لا يستطيعون تحريك حجر من مكانه الا بناء على تعليمات الرئيس، فإذا كان الرئيس من نفس النوعية هنا تكون الكارثة. 

##
##

مقالات اخرى للكاتب

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية ..