فى السنوات الأخيرة، ولا أعرف هل عن عمد أم لا، توارت القصص والأفلام المنقولة عن بطولات المخابرات العامة.. ولا أقصد هنا أفلاماً ومسلسلات هى أقرب للخيال والحبكة الفنية منها إلى الواقع، فيما مئات الملفات وسير عشرات العظماء محجوبة عن المصريين. نحن شعب استبد به اليأس والمشاكل وأزمات الحياة، ويحتاج إلى بصيص من أمل للمستقبل.. وهذا الشعب تم تفريغ ذاكرته الجمعية من نضال المحاربين العظماء على الجبهة العسكرية وفى عمق الدولة.. وأعتقد أن علينا أن نؤكد لأطفالنا وشبابنا أن مصر مليئة بالقامات الكبيرة، وأنه حينما عمل هؤلاء بإخلاص ودأب وبحب حقيقى لبلدهم تقدمنا وانتصرنا. لا مبرر الآن لحجب تاريخ المخابرات عن الجيل الجديد.. لا مبرر لأن نترك لمجموعة محدودة من أنصاف الموهوبين أو مدعى البطولات السيطرة على الساحة، فيما سير العظماء مهملة، لا ينبغى أن يتجاوز المؤرخون انتصارات المخابرات على إسرائيل.. لماذا لا يكون هناك أبحاث ورسائل موثقة عن نشأة «المخابرات» فى 1954 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتكليفه لزكريا محيى الدين بإنشائه واختيار مساعديه؟ لماذا لا يرتبط الأخير فى أذهاننا إلا بتقربه من أمريكا وأنه كان البديل «المرفوض شعبياً» لعبدالناصر، حين تنحى الرئيس الراحل عن الحكم عقب هزيمة يونيو 1967؟.. لماذا لا تفرد الأبحاث والصحف للرجل وتقول عنه إنه جمع عدداً من أذكى وأبرع رجالات الجيش وطلب منهم خلع الزى العسكرى واستبدال الأزياء المدنية به، استعداداً لبناء الجهاز؟ لماذا لا تتحدث الأعمال الدرامية عنه كمؤسس للمخابرات، باستثناء إشارة إليه باسم مستعار فى «رأفت الهجان»؟،.. بل لماذا لا يقال صراحة إنه هو من سمح بالعملية من الأساس؟! من يعرف دور على صبرى وكمال الدين رفعت ومصطفى المستكاوى وسعد عفرة وفريد طولان وعبدالقادر حاتم وأحمد كفافى وفتحى الديب ومحيى الدين أبوالعز وعبدالمحسن فائق ومحمد نسيم وطلعت خيرى وعلى السمان ومحمد عبدالسلام المحجوب ومحسن النعمان ومحمد إبراهيم وبرهان حماد وعلى صادق ورأفت شحاتة، وغيرهم العشرات من الأبطال، وبعضهم عمل فى تأسيس «الجهاز» وبعضهم تم تكليفه بعمليات فى الخارج أو عمل ضمن «مكافحة التجسس فى الداخل؟! فى الحوار المنشورة أولى حلقاته اليوم مع الفريق رفعت جبريل يقول إنه كان يعقد مؤتمرات صحفية بشكل أسبوعى، وبالتحديد يوم الجمعة للكشف عن عمليات المخابرات الناجحة ومعظمها كان فى مقاومة التجسس.. صحيح أنه كانت هناك ضوابط للنشر.. وكان الاسم المستعار للمسؤول المخابراتى هو السائد على مدار 15 عاماً تقريباً، إلا أن الجهاز القوى كان لديه ما يقوله للرأى العام.. ولذلك وبمتابعة عشرات الأفلام المصرية فى هذه المرحلة «حتى الكوميدى منها» ستجد فيها عمليات مخابراتية كان صانعو الأفلام فى حينها - وفى الغالب - يحصلون عليها من صحافة السبت! ماذا حدث إذن؟.. ولماذا تغيرت الأمور؟ من خلال إجابات مقنعة ومحددة حصلت عليها من قيادات سابقة فى «الجهاز» توصلت للآتى:.
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه