22 - 05 - 2025

روحاني: أجهزة استخبارات ودولا تسلح المتشددين

روحاني: أجهزة استخبارات ودولا تسلح المتشددين

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أجهزة استخبارات ودولا خارجية بدعم وتسليح المتشددين في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن قضية التطرف لم تعد قضية إقليمية بل عالمية، وعلى جميع دول العالم مواجهتها والتصدي لها.

ودعا الرئيس الإيراني -في كلمته أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة اليوم الخميس- إلى إنشاء تحالف بين الدول الإسلامية لمحاربة التطرف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا استعداد طهران للعب دور بناء وإيجابي في هذا التحالف، وقال "إننا مستعدون للقيام بدور بناء وإيجابي في هذا التحالف، فجميعنا في نفس القارب فيما يتعلق بقضايا الأمن والدفاع والقضايا الاجتماعية والسياسية بهدف الوصول إلى تفاهمات مشتركة ودائمة".

وقال الرئيس الإيراني "لقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط مشتعلة بنيران التطرف والتشدد، وأصبح المتطرفون يهددون جيراننا شرقا وغربا، ويلجأون للعنف وإراقة الدماء، وهؤلاء أتوا من بلاد مختلفة بأيدولوجية أساسها التطرف والعنف وهدفها هدم الحضارات ودفع الناس لكراهية الإسلام وخلق أرض خصبة لتدخل القوات الأجنبية في منطقتنا".

وأعرب عن أسفه لانتشار الإرهاب في شتى أنحاء العالم وتنوع مصادره من تنظيمات وجماعات إرهابية من بينها القاعدة وداعش، لافتا إلى أن ظروفا ساعدت في إيجاد تلك الجماعات، ومن ثم لم تجد من يقف أمامها وفي النهاية الشعوب هي من تدفع الثمن. 

وأضاف الرئيس الإيراني "على كل من لعب دورا في تمويل تلك الجماعات الإرهابية أن يعترف بأخطائه، وعليهم أيضا الاعتذار ليس للأجيال السابقة لكن أيضا للأجيال القادمة، ومن جانبنا، فعلينا مكافحة أسباب انتشار الإرهاب وتجفيف منابعه، والقضاء على التطرف أيضا عن طريق نشر العدالة والتنمية وعدم السماح بتحريف التعالم الدينية التي تبرر الأعمال الوحشية والقسوة".

وأشار إلى أن الأمر يصبح أسوأ عندما يريق هؤلاء الإرهابيون الدماء باسم الإسلام ويحاولون التخفي وراء التعاليم الحنيفة التي جاء بها جميع الأنبياء، وتبرير القضاء على أرواح الأبرياء، معربا عن دهشته من إطلاق مثل هؤلاء على أنفسهم "مسلمون".

وتابع بالقول "الأمر الأكثر دهشة بالنسبة لي هو أن الإعلام الغربي يكرر تلك الادعاءات الكاذبة، والتي تثير الكراهية ضد المسلمين، فالمسلمون يعرفون معنى الرحمة ويرددونها في صلواتهم ويعرفون جيدا معاني الطيبة والإنسانية من التعاليم الدينية التي أتى بها الأنبياء".

وتطرق الرئيس الإيراني إلى ما أسماه "مشاعر العداء المتزايدة في الشرق الأوسط تجاه العالم الغربي"، بالقول إن "المشاعر المناهضة للدول الغربية في الشرق الأوسط هي رد فعل للاستعمار الغربي لبلدان المنطقة في الماضي.

وأضاف أن أخطاء الغرب في الشرق الأوسط ووسط آسيا حولت ذلك الجزء من العالم إلى مأوى للإرهابيين والمتشددين، فالعدوان العسكري على أفغانستان والعراق والتدخل غير المقبول عسكريا في سوريا هي أمثلة واضحة لذلك النهج الخاطئ للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط، فالنهج غير السلمي والعدوان والتدخل يستهدف حياة البشر".

ونوه روحاني بأن العنف ينتشر في مناطق أخرى في العالم مثل "المرض المعدي"، ما يحول دون إرساء الديمقراطية التي تحتاج لمناخ من التنمية وليس الحرب والعدوان، لافتا إلى أن الديمقراطية الغربية في الدول النامية تؤول في النهاية إلى حكومة ضعيفة.

وألمح إلى أن بلاده سبق أن دعت لحوار قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر ومواجهة الإرهاب والعنف قبل حدوث تلك الأحداث الأليمة مؤخرا في سوريا والعراق، وهو الإرهاب الذي بات يهدد العالم كله، محذرا من مغبة عدم توحيد الجهود للوقوف ضد التشدد والعنف وأن يضطلع جميع المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط بأدوارهم حتى يتحقق السلام في جميع أنحاء العالم.

وأوضح أن بلاده لم يقدم إليها أي دور في مكافحة الإرهاب والعنف، معربا عن أمله في أن تتم تلك الخطوة لبلاده التي هي في نفس وضع الدول المجاورة لها، لافتا إلى أن وجود التعاون في منطقة الشرق الأوسط، كان سيحول دون سقوط الضحايا الأبرياء من الفلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالعقوبات على بلاده، ألمح الرئيس الإيراني إلى أنها لا تزال قائمة ولم يتم رفعها، غير أن بلاده تسعى لحوار بناء وشفاف ومفاوضات جادة ليست فقط لرفع تلك العقوبات لكن لإظهار النية لحل القضية النووية من خلال المفاوضات، مشيرا إلى أن حل تلك المسألة من خلال أي طرق أخرى "خطأ جسيم".

وأكد أن تأخير التوصل لاتفاق نهائي لا يتسبب فقط في خسائر لبلاده بل يؤثر على التجارة والاقتصاد في الدول الأخرى التي تتعامل مع بلاده، لافتا إلى أن التوصل لذلك الاتفاق يصب في مصلحة الجميع لاسيما دول المنطقة بأسرها، وأن المفاوضات مستمرة والتفاؤل يسود الأجواء، فبلاده حققت التزاماتها، لكن بعض المفاوضين وضعوا بعض الشكوك والمخاوف، معربا عن أمله في تحقيق اتفاق خلال المدة الزمنية المتبقية من خلال المفاوضات.

وشدد على أن بلاده مستمرة في برنامجها النووي السلمي وفقا للقانون الدولي، مع إكمال التفاوض بنية حسنة وثقة حتى إزالة جميع الشكوك بين الطرفين ووفقا للمبادئ الدولية، مشيرا إلى أن تطبيق الاتفاقات وتجنب الطلبات المبالغ فيها يؤدي إلى نجاح تلك المفاوضات.