أعلنت واشنطن مشاركة أكثر من خمسين بلداً بشكل أو بآخر في الائتلاف ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
والتزم 30 منها في مؤتمر باريس الدولي دعم العراق "بجميع الوسائل اللازمة" وضمنها المساعدات العسكرية.
في ختام جولة دبلوماسية نجح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من الحصول في جدة على دعم عشر دول عربية من بينها السعودية، بما قد يشمل مساعدات عسكرية.
, بعد بدء الضربات ذكر أوباما - في مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، إن مشاركة خمس دول عربية في هذه الضربات ضد المسلحين من (داعش) يوضح للعالم بما لا يدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة لا تقف في هذه الحرب وحدها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل كجزء من تحالف واسع، وهو ما حدث بالفعل، قائلا إن أصدقاء الولايات المتحدة وحلفاءها شاركوا في هذه العملية، وهم: السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر
و أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه مستعد لشن غارات جوية في سوريا لكنه شدد على عدم إرسال قوات برية.
و هكذا نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في جرجرة دول العالم خلفها. ولم تتعلم دول العالم بما فيها الكبرى أن تأخذ العبر والدروس من الحروب التي خاضتها أمريكا قديما وحديثا، ابتداء من تحالفها وحربها على فيتنام ومن ثم العراق عام 1990 - 1991 التحالف الذي ضم ما يقارب ثلاثين دولة وبعدها تحالفها على الصرب وبعدها أفغانستان ومن ثم العراق مرة أخرى عام 2003 وهكذا دواليك.
إن دولةً مارقةً كأمريكا و هو تُعَدُّ بحقٍّ زعيمةَ الإرهاب العالميّ بما أشعلت من حروب، وآذت من شعوب، وافتعلت من أزمات.. لا يُتصَور أن ترِقَّ عاطفتها، أو يتحرك ضميرُها لنجدة شعب ما أو أقليةٍ تعرَّضت للظلم والاضطهاد..! فها هي فلسطينُ شيَّعت قبل أيام مئاتِ الشهداء وآلافَ الجرحى، ودُمِّرت فيها بنى تحتية تمسُّ حياة الناس بجُرم عصابات يهود، فلم تحرِّك أمريكا ساكنا لنجدتهم، وهذا شعبُ سوريا يكابد الأهوال، وكذا الحال في العراق وأفغانستان وكشمير، ومن قبلُ في فيتنام واليابان وغيرهما. كما أنَّ "تنظيم الدولة الإسلامية" موجود في العراق منذ سنوات، وقد تسبب في خراب محافظات بأكملها، وتهجير أهلها دون أدنى اهتمام من أمريكا..!
تتطلعنا وكالات الأنباء بالأخبار والمؤتمراتِ والتصريحاتِ عَمَّا سُميَ (بالتحالف الدولي الواسع) للقضاء على "سرطان الدولة الإسلامية، وعدم السماح له بالامتداد إلى دول أخرى" كما صرَّح بذلك جون كيري مؤكداً: "أن ما نحتاج إليه للتصدّي للرؤية العدمية وبرنامج الإبادة هذا هو تحالف واسع يستخدم الوسائل السياسية والإنسانية والاقتصادية والقانونية والاستخباراتية لدعم التحرك العسكري".
يظهر من تحركات أمريكا العسكرية أنها لا تخوض غمار الحرب لوحدها وإن كانت هي القائد الفعلي للحرب وإنما لا بد من مشاركة دولية معها أو غطاء دولي لتحركاتها.
أما الآن على صعيد تنظيم الدولة فهناك تساؤل: هل حقا تنظيم الدولة يستحق كل هذا التحالف والعمليات العسكرية؟ والجواب على ذلك أن أي إنسان عاقل بمعلوماته البسيطة عن تنظيم الدولة وأمريكا يقول بأنه ليس من المعقول والمقبول أن تقوم أمريكا بمثل هذا التحالف وذلك للفرق الشاسع بين الدولة الكبرى في العالم ولحقها أربعون دولة مقابل مجرد تنظيم عسكري.
ومن هنا نخلص إلى أمر مهم وهو أن أمريكا لم تصنع هذا التحالف لتنظيم الدولة وإنما هذا التحالف هو غطاء لأمريكا على تحركاتها السياسية منها والعسكرية لإنجاح الخطة الأمريكية في تمزيق بلاد المسلمين ومنها العراق إلى عدة كيانات فلا بد من التواجد الأمريكي العسكري كي تشرف على خطتها.
إن الغرب بالتعاون مع عملائه في بلاد المسلمين قاموا جميعا بتضخيم وتكبير تنظيم الدولة حتى أصبح شغل الإعلام الشاغل لهذا فإن الغرب وعلى رأسه أمريكا يسعون إلى أمرين الأول تشويه صورة الإسلام والثاني حشد القوات العسكرية لتنفيذ المخطط الأمريكي للمنطقة.
##