اللافت للنظر-ليس الآن فقط ولكن منذ سنوات-ان الجالسين على قمة المسئولية فى أماكن هامة يدفعوننا بمستوى أدائهم الى تذكر من سبقوهم الى هذه المناصب ونترحم عليهم ،هناك بشر يضيفوا للأماكن بمواقفهم ،وهناك بشر يسيئون وينتقصون من هيبة ومكانة المنصب .
اتوجه بالشكر الى المستشار أحمد الزند –رئيس نادى القضاة-لأنه ذكرنى بفارس العدالة القاضى الجليل يحى الرفاعى –رئيس نادى القضاة الأسبق-،لن أتوقف عند تصريحات ومواقف المستشار أحمد الزند التى جعلتنى أترحم على المستشار يحى الرفاعى فمواقف الرجل على الهواء مباشرة رجل عدالة يدعو للقتل ويصدر أحكام قبل التحقيق،لكن سنعود بالتاريخ لنحى ذكرى المستشار يحى الرفاعى ماأحوجنا إلى قراءة سيرته و تذكر مواقفه.
ولد المستشار الراحل يحي الرفاعى فى 23يناير 1931بمدينة الإسكندرية حيث التنوع الثقافى ،درس القانون وتخرج فى حقوق الإسكندرية 1952عمل بالنيابة ،انتخبه القضاة عضوا بمجلس إدارة نادى القضاة وشغل منصب سكرتير عام نادى القضاة عندما كان رئيسه المستشار ممتاز نصار،برز دوره فى جمعية القضاة التى أعقبت هزيمة يونيه ،وشارك فى صياغة بيان مارس الذى استنكر فيه القضاة الهجوم على القضاء ومحاولات ضم رجاله الى التنظيم السياسى
ونتيجة لمواقفه وماكتبه من مقالات دفاعا عن إستقلال القضاء فى مواجهة السلطة صدر قرار إحالته إالى المعاش 31-سبتمبر 1969ووقف يدافع عن الحقه مطالبا بإلغاء القرار واعتباره منعدم ووصل التنكيل به إلى انه كلما ارسل مذكرة الدعوى الى مكتب نسخ هاجمت الشرطة المكتب وصادرت مذكرة الدعوى فاشترى آلة كاتبة للتغلب على هذه المشكلة،لم يكتفوا بإحالته للمعاش حاول السفر ففوجئ بإنزاله من على سلم الطائرة وادراج اسمه فى قائمة الممنوعين من السفر ،إتجه للعمل بالمحاماة فوصل للمكتب الذى إلتحق به رسالة تهديد فأعتذروا له عن العمل سدوا أمامه كل الأبواب ولم ييأس فأصحاب المواقف والعزيمة لايعرف اليأس إليهم طريق،يدفعون ثمن مواقفهم وغيرهم يقبض الثمن.
ويعودالرفاعى للقضاء بصدور القانون 85لسنة 1971 الذى نص على عودة من سبق عزلهم من رجال القضاء.
إهتم المستشار يحى الرفاعى بدعم ثقافة إستقلال القضاء والقضاة وكتب عدة مؤلفات ونشر من خلال مكتبة النادى العديد من المراجع التى صارت ذخيرة للباحث فى تأصيل إستقلال السلطة القضائية.
منحته المنظمة المصرية لحقوق الانسان جائزة فتحى رضوان لعام 89عن دوره فى حماية وتعزيز حقوق الإنسان،وحصل عام 1993 على جائزة مصطفى وعلى أمين ولكنه أعاد قيمتها للراحل مصطفى أمين لتخصص جائزة لأفضل بحث فى موضوع "الحل المشروع فى حالة إهدار الدولة للأحكام القضائية.
إختاره القضاة رئيسا منتخبا لناديهم ثم رئيسا فخريا مدى الحياة،والمستشار يحى مدرسة أطلق عليها تلاميذه المدرسة الرفاعية ومن دروسها .
الدرس الأول
"إستمع لكل من حولك ،فإن تكلمت فابسط الحق نورا تشيع به الطمأنينة فى قلوب السامعين وتسمو به مدارك المعرفة فى عقول الفاهمين ،وتصمت به ألسنة السؤ فى أفواه المنافقين "
الدرس الثانى
"إن واجب القضاء أن يكون قوة للمستضعفين ومآمنا للخائفين وملاذا للمظلومين وسياجا للحريات وحصنا للحرمات "
الدرس الثالث
"ان دور نادى القضاة الحقيقى هو الإنشغال بهموم أمته ،والعمل على تحقيق آمالها ،وأن نكون قضاة فوق الخوف وفوق كل ملامة ،فدور القاضى لايتم إلا إذا إطمأن الناس كل الناس أن لهم فى القضاء امنع حصن وأعز ملجأ"
الدرس الرابع
"لاعدل بغير حرية ولاأستقلال للقضاء بغير ديمقراطية"
الدرس الخامس.
"إن خير ضمانات القاضى هى تلك التى يستمدها من قرارة نفسه ،وخير حصن يلجأ اليه هو ضميره،فقبل أن نفتش عن ضمانات للقاضى فتش عن الرجل تحت وسام الدولة فلن يصنع منه الوسام قاضيا إن لم يكن له بين جنبيه نفس القاضى وعزة القاضى وكرامة القاضى وغضبة القاضى لسلطانه واستقلاله،هذه العصمة الذاتية هى أساس إستقلال القضاء"
وفى المدرسة الرفاعية المزيد لمن أراد التعلم..شكرا للمستشار أحمد الزند لأنه ذكرنا للمستشار الراحل فارس العدالة يحى الرفاعى.
##
##