أعرف أن هذا الذى سأكتبه قد يجلب لي ( ما تيسر من شتائم ) ولكي يكون الشاتم على بينة من أمره فإنني أضع بين يديه بعض البيانات .
1 ـ لم أعط صوتي للسيسي ولست من دراويشه .
2ـ أصنف نفسي على يسار يسار ما هو قائم الآن من حكم وسياسات وتوجهات
3 ـ ليس بيني وبين الأستاذ علاء عبد الفتاح أي معرفة شخصية ، وقد كتبت مدافعًا عنه وعن رفاقه الذين حبسهم ظلمًا حسين طنطاوى .
بعد ماسبق تعالوا نتوقف مع ما قاله الأستاذ علاء عبد الفتاح بعيد الإفراج عنه . الرجل قال إن الذى انتخبه المصريون رئيسًا هو كلمة من ثلاثة أحرف على وزن مصر.
طبعا يقصد كلمة " عرص " التى تعني عند عموم المصريين أن الموصوف بها هو مجرد ديوث ، والديوث هو الذى يرى الفاحشة في أهله ولا يغار .
يعني مصيبة سوداء ، لو تكلمنا بحكم الشرع فإن الشاتم قد قذف المشتوم وعليه أى الشاتم الاتيان بدليل قاطع يثبت أن المشتوم هو كما قال وإلا فمن حق القاضي جلد الشاتم ثم التشهير به وإعلان فسوقه وعدم قبول شهادة منه أبدًا .
ولو تكلمنا بلغة القانون المدني فالوضع لن يختلف كثيرًا فمن حق المشتوم مقاضاة الشاتم .
لو تلكمنا بلغة الثورة فإن الثورة تعني الاتجاه إلي الأحسن والأجمل والأنظف ، ولا تعنى أبدًا الخوض في أعراض الناس واستسهال شتمهم .
الثورة تعني تنظيف المجتمع من بؤر فساده وليس الترويج لهذه البؤر والدفاع عنها بحجة الغيظ أو الاضطهاد أو تهالك الأعصاب أو نفاد الصبر .
إن هبوط كل تلك السخائم والشتائم فوق أدمغتنا يعني أن الثورة تخسر ولا تربح . هات لي مصلحًا أو مفكرًا أو ثوريًا حقيقيًا كان شتامًا وبذيئًا .
أى طرح ثورى يقدمه الأستاذ علاء عبد الفتاح ،بل أى طرح سياسي يقدمه ،بل أى مثال يضربه في الصبر والتهذيب والمقاومة ؟
إذا كان ابن الناس الأكابر الذى تلقي تعليمًا محترمًا هكذا لسانه فلا يلومن إلا نفسه عندما تنطلق ضده ألسنة قذرة تذكره وأهله بالسوء .
يبدو أن علاء عبد الفتاح لم يقدر خطورة البذاءة التى هى في حقيقتها وباء مثل الكوليرا ، عندما يضرب فإنه يضرب الاثنين معًا ، ساكن القصور وقاطن الكوخ .
##