كتبت:علياء أبوشهبة
لشهر رمضان بهجة يحدثها في النفوس منذ الاعلان عن رؤية هلاله و قديما كانت له طقوس خاصة لإستقباله و بالتحديد في أيام الفاطميين الذين ظهرت في عهدهم أغلب الاحتفالات الدينية،و يحدثنا د- صلاح الراوي أستاذ الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون عن طقوس الاحتفال برؤية هلال رمضان قديما قائلا:كان الاحتفال بالشهر يبدأ مع استطلاع الهلال حيث يخرج القضاة مع الناس إلي جامع بسفح المقطم لرؤيته في شهري رجب و شعبان ثم لشهر رمضان، و كان القضاة بالتحديد هم من يقوموا بهذه المهمة نظراً لما يتمتعوا به من ثقة بين الناس.
يكمل قائلا: كما كان القضاة يطوفون علي كل المساجد لحصر ما تحتاجه من فرش و إنارة، و يأمرون بغلق جميع الخمارات و حظر بيع الخمور ، احتراما لهيبة الشهر الكريم، و كانت الأسواق تزدحم و تتكالب الناس هلي الشراء و لكن ليس للطعام فقد بل أيضا يزدحم (سوق الشماعين) حيث كان الناس يشترون منه كميات كبيره استعدادا للسهر و الذي يحلو في ليالي رمضان و العيد، و كان أشهر أنواع هذه الشموع شمع (الكوكبية ) التي تزن الواحدة منها حوالي عشرة أرطال إضافة إلي أنواع أخري تحمل علي عجل لثقل وزنه حيث تزن الواحدة أكثر من عشرة أرطال.
و يشير الراوي إلي أن العصرين الطولوني و الإخشيدي شهدا أيضا احتفالات خاصة بليلة الرؤية، فقد كان أحمد بن طولون يحرص علي عمارة المساجد و تزيينها قبل بداية الشهر و لكنهم لم يعتمدوا علي الحسابات الفلكية بخلاف الفاطميين و ذلك خلافاً لما سار عليه أهل السنة.