هل يعقل أن يعتدي حراس وزير في وجوده على صحفيين وإعلاميين ثم لا يحاسب الحراس ولا يحاسب الوزير؟ هل هذا هو العهد الذي انتظرناه طويلا ، وثار من أجله الثوار؟؟ ألا يعلم أي وزير أن من يمارسون مهنة الإعلام ، هم الأبقى للناس والأنفع للمجتمع منه ، وأنه مهما ظل في منصبه ، فإنه سيذهب إما مشيعا باللعنات أو طيب الذكر.
اسم وزير التعليم وصوره وأنشطة وزارته يجب على كل إعلامي حر أن يحجبها ، حتى يخرج في مؤتمر صحفي يعتذر حتى يرضى المعتدى عليهم ، ويحول ذلك البلطجي من حراسه الذي اعتدى على اثنين من الإعلاميين إلى النيابة ، فالإعلام ليس حذاء في قدم أي مسؤول تافه ، بل رقيب عليه ، يضيء له الطريق ويصوب خطواته ، وينقل إليه نبض الناس.
الوزير خادم للشعب وليس سيدا عليه ، وينبغي أن يكون خادما للإعلام ، لا يتعامل معه بغطرسه ولا بقلة أدب ، وإن كان حراس الوزراء وكبار المسؤولين تنقصهم التربية ، فعلى أجهزة الدولة القيام بهذه المهمة البائسة .
ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يهان فيها إعلاميون وصحفيون ، فقد أهينوا حين طلب منهم الحصول على تصاريح خاصة للمرور عبر الكمائن أيام حظر التجول وكأن بطاقاتهم الصحفية لا تكفي ، وأهينوا حين قبلوا حبس صحفيين وإعلاميين زملاء لهم على خلفية انتماء سياسي ، وأهينوا حين اصبحوا يطردون من مؤتمرات صحفية على نحو ماحدث مؤخرا مع زميلة في مؤتمر لوزير الآثار .
كل هذه الإهانات لا تتسق مع سلوك الرئاسة تجاه الصحفيين ، فأكثر المؤسسات سطوة ونفوذا تتعامل بشكل متحضر ، والرئيس نفسه يحرص على لقاء دوري مع رؤساء تحرير الصحف وممثلي قنوات التليفزيون ، وهو يؤكد في خطب ولقاءات كثيرة على أهمية الإعلام ودوره الخطير في هذه المرحلة.
من أين جاء هؤلاء الوزراء وحراسهم ، ومن يتحكم في حركتهم ، ومن يفترض به أن يحاسبهم على حماقاتهم ، ألا يفترض أن يكون الرئيس ؟؟ ومن ذا الذي يلقي في روعهم أن الإعلاميين ينبغي أن يعاملوا بهذا الشكل الحقير ، إن كان أعلى مسؤول في البلاد يتعامل باحترام شديد مع الإعلام والصحافة.
مثلي كملايين المصريين انتظر ردا شافيا من الرئيس السيسي ورئيس وزرائه إبراهيم محلب ، وحتى يصدر مثل هذا الرد عن المسؤولين الكبيرين ينبغي ان يتعامل الإعلام مع الوزراء والمسؤولين الذين تجاوز حراسهم ، بما يليق بهم من احتقار.
##







