روى العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور بولاق الدكرور تفاصيل إصابته في أحداث بين السرايات، والتى قضى إثرها 26يوما فى غيبوبة تامة .
وقال: "فوجئت بأفراد كثيرين هاجموا المنطقة وهناك مئات الجماهير من بولاق ومنطقة بين السرايات في الشوارع وفوق كوبري ثروت فحاولت إنقاذهم".
وأكد النعماني، خلال حواره للحياة اليوم، أثناء سرده لتفاصيل واقعة إصابته، أن الشرطة وصلت وطلب منهم الابتعاد عن مرمى النيران، وتابع: الحمد لله استطعت أن أرجع الناس إلى ما وراء كوبري ثروت وبين السرايات، وأثناء ذلك تلقيت رصاصة في رأسي دمرت العين اليسرى ودمرت عظام الوجه بالكامل.
وأضاف "فقدت كمية كبيرة من الدم، لدرجة لم يصدق أحد أني لازلت قادر على أن أعيش مرة أخرى، ووقتها ثبت لي عظمة جمهورية مصر العربية والقيادة السياسية لاهتمامها بضابط "مش مهم زيي" .
وأكمل:" اهتمم وزير الداخلية بسفري بطائرة خاصة إلى أن وصلت إلى سويسرا حيث قضيت 62 يوما في غيبوبة وعدت من الغيبوبة بعد هذه المدة، فشكرت ربنا سبحانه وتعالى، وإن ربنا أمر بعودة "ساطع النعماني" وأحسست بأن رجوعي للحياة وكأني موجه لهدف وسر معين".
وتابع: أقسمت بأنه إذا استطعت أن أرجع وأبوس تراب بلدي لأقول خلوا بالكم من بلدنا مصر اللي فيها أصحابي.
وقال "تخيل لو هذه الذكريات دمرت وأصبحنا سوريا أو ليبيا ماذا كان سيحدث".
وأكمل موجهًا حديثه للرئيس السيسى: "إحنا فداك ومعاك يا ريس"، مؤكدا أن زملاءه الضباط وقفوا في وجه الإرهاب الأسود، وإن هذا الإرهاب يحصد الأرواح في الشارع بدون تفرقة.
وأضاف :"المسئولون بوزارة الداخلية لم يتركوني لحظة، والأهم ما حدث في سويسرا عقب رجوعي من الغيبوبة فوجئت بعشرات المواطنين المصريين المقيمين في سويسرا بزيارتهم لي والاطمئنان علي. مؤكدا أنهم يحبون مصر ويعشقون تراب بلادهم وأنهم متغربين غصب عنهم".
وقال إن عددا من جمعيات حقوق الإنسان في سويسرا ووفد شعبي مصري سافر لتوضيح الموقف من الثورة الشعبية لمصر وكنت حريص على متابعتهم والوقوف بجوار الجالية المصرية في سويسرا.
وأضاف النعمانى:"منذ حوالي 26 سنة أهلي ومقربين قالوا لي إن مهنة الشرطة قد تصاب أو تقتل ولكن أصررت على العمل بالشرطة، ولم أكن أحلم أو أتخيل أن أسجد على أرض مصر مرة أخرى وأرجع لها مرة أخرى، وهو ما جعلني أحمد الله وأسجد على أرض مصر بعد نزولي أرض المطار.
وتابع :"بعد عودتى وجدت فى استقبالى حوالي 1500 شخص ينتظروني في المطار ولم أصدق نفسي، موجها الشكر لكل شعب مصر ومسئولي الداخلية لاستقبالهم له في المطار، مضيفا :"إن أكثر ما يرعبني أن يقول لى وزير الداخلية "تعالى على جنب"، وأجهش بالبكاء وقال إني لا أتخيل خروجي من الخدمة.