18 - 04 - 2024

عندما يُصبح سماع دوى الانفجارات "مألوفًا" !!

عندما يُصبح سماع دوى الانفجارات

"الاستيقاظُ على أنباءِ التفجيراتِ والعملياتِ الإرهابيةِ، على ما يبدو أنهُ أمرٌ بات مألوفًا عند أغلبِ المصريينَ".. تلك بداية تقرير تليفزيونى أعددته لقناة "الشروق" الجزائرية الجمعة الماضية بحُكم عملى كمدير لمكتبها بمصر، حول مقتل شُرطى فى هجوم إرهابى بالفيوم، بعد يوم واحد من سلسلة تفجيرات وقعت فى أماكن متفرقة من القاهرة والجيزة، أسفرت عن مقتل عامل التوصيل بأحد المطاعم بمنطقة إمبابة بالجيزة..

الحقيقة أن تعتاد على سماع أنباء القتل والتفجيرات والأعمال الإرهابية بصفة عامة فضلًا عن سماع مصطلحات مثل "الإرهاب الأسود والإرهابيين والجماعات الإرهابية"، والتى أصبحت فى آذاننا وعلى ألسنتنا كالحديث عن حوادث السرقة مثلًا، الاعتياد على ذلك بالنسبة لنا كإعلاميين وصحفيين أمر طبيعيا نظرًا للانخراط فى هذه الأحداث المتتابعة على مدار سنوات المهنة، وإن كان ذلك يترك فى أنفسنا آثارًا سلبية لا مجال للحديث عنها الآن، لكن أن يُصبح كل ذلك مألوفًا على آذان وألسنة عوام الناس فهذا الذى إن دل على شىء فإنما يدل على حجم المصيبة التى نعيش فيها، وجعلت المواطن يتعايش معها إلى الحد الذى تراه يقف بجانب خبير المفرقعات ليرى كيف تُفكك "القنبلة"، ويُصبح سماع دوى الانفجار بالنسبة له لا يختلف كثيرًا عن دوى انفجار "الشماريخ".

قبل عدة سنوات وتحديدًا قبل ثورة يناير لم نكن نسمع هذه المصطلحات، التى كانت غير مألوفة علينا ولم نشاهد تلك الأعمال المتطرفة إلا فى أفلام السينما مثل "الإرهابى" للفنان عادل إمام وغيره من الأفلام، والتى فى الحقيقة لم تستطع رغم كل ما فيها من تشويه لكل ذى "لحية وجلباب" أن تحقق هدفها من ذلك على أرض الواقع آنذاك!!

صحيح أن الأوضاع الأمنية فى مصر ليست بالصورة القاتمة التى يراها المراقبون لها من شتى دول العالم عبر وسائل الإعلام، حيث يعتقد أغلبهم ممن يتواصلون معى عبر "الفيس بوك" أو وسائل أخرى أن الأوضاع فى مصر تُشبه سوريا أو ليبيا وبالقطع مهما كانت الأوضاع الأمنية فى مصر متردية إلا أنه شتان بينها وبين سوريا وليبيا والعراق أو حتى اليمن!!

"مصر راهى مخلّطة".. هو كذلك انطباع الجزائريين عن مصر فى هذه الفترة، والتى اضطر فى كثير من الأوقات عند كل زيارة للجزائر أن أصحح تلك الصورة عند الأصدقاء والزملاء، وأضرب مثالًا دائما أن وقوع أحداث فى "ساحة أودان" بالعاصمة الجزائرية لا يعنى أن الجزائر بأكملها "مخلطة".. يعنى "خربانة" بالمصرى.. وإن كان للحقيقة على الرغم من أننا ألفنا تلك الأعمال الإرهابية وسماع أنباء القتل فى مصر خلال السنوات الأخيرة، إلا أنك إذا سافرت لأى بلد آخر يشهد استقرارًا ستشعر بالفارق الكبير، كالذى أشعر به عند زيارتى للجزائر الحبيبة.

وقبل دقائق من انتهاء الوقت المسموح به لتسليم مقالى للجريدة، أريد القول أننا إذا ما استمرينا على هذا الحال، واعتدنا أكثر من ذلك على الأجواء السياسية الملبّدة بالغيوم ودون حلول جذرية لوئد تلك الأعمال المتطرفة "بأسس وقوانين عادلة" فللأسف نحن نضع بأنفسنا "رقبة" الاستقرار فى مصر على "منصة" الإرهاب!!

##

مقالات اخرى للكاتب

انعقاد جولة المشاورات السياسية الرابعة بين مصر وسويسرا





اعلان