أظن انكم لاحظتم مثلى انه لم يكن هناك التراس اهلاوى أيام المايسترو صالح سليم ورفعت الفناجيلى ولا ايام عبد الكريم صقر وأيام رئاسة الفريق مرتجى للاهلى....ولم يكن هناك التراس زملكاوى أيام سمير قطب وعبده نصحى ولا ايام محمد لطيف وأيام رئاسة محمد حسن حلمى للزمالك...ولم يكن هناك التراس اسماعيلاوى أيام شحته ورضا وأيام الدراويش الكبار وأيام على أبو جريشة......إذن الالتراس من الظواهر الجديدة بنت عصرها وبنت أيامها. ....عصر التويتر والفيسبوك...وأيام التهييس والتنفيض....عصرالعولمة والسموات المفتوحة التى تمطر قنوات بكل ما تقدمه وبكل تنافسها المحموم لجذب المشاهدين....
الجديد أن روابط الالتراس لم تعد قاصرة على أندية كرة القدم وإنما امتدت إلى المطربين.....فهناك التراس عمرو دياب الذى يرفع شعار (وراء كل مطرب جمهور ووراء عمرو دياب شعب ) فضلا عن شعارات فرعية مثل ( انا ديابى وافتخر) و (الديابية ليسوا جمهور عادى انهم يعشقون عمرو دياب إلى حد الجنون) والتراس عمرو دياب بدأ ينتشر فى معظم المحافظات وينظم فعاليات مثل الشراء الجماعى لالبوم جديد لعمرو أو الهضبة كما يسمى......وبالطبع الأمر لا يحتاج لكثير من الذكاء أو التحليل الفنى أو السلوكى لتوقع ظهور التراس تامر حسنى المعادل الموضوعى للاهلى أو الزمالك حسب رؤيتك ومن تشجع منهما وأيضا من تهوى عمرو أو تامر( ربما يكون هناك التراس تامر حسنى بالفعل واذا كان ارجو ان تعذروا جهلى بتلك المعلومات الفنية الخطيرة)
التراس الهضبة جعلنى أتساءل لماذا لم يكن هناك التراس عبدالحليم حافظ والتراس فريد الأطرش والتراس محمد عبد الوهاب......سرحت بخيالى مع التراس أم كلثوم آمين عام جامعة القلوب والآذان العربية......قلت التراس ثومة سيكون الأكبر والأقوى إذ سيضم الكثير من أعضاء التراس حليم وفريد....ويضم أصحاب كل الرؤى من شيوعيين وليبراليين وراسماليين واشتراكيين......وسيضم كل العرب الذين اتفقوا على إلا يتفقوا إلا على شيىء واحد هو صوت أم كلثوم......وسيضم بكل تأكيد التراسيين الاهلى والزمالك والاسماعيلى والمصرى......
التراس أم كلثوم لو قدر له أن يوجد ويخرج للحياة كان سيصبح بكل تأكيد أكبر حزب فى مصر وأقوى من كل الأحزاب القديمة والجديدة.....وأعتقد أنه كان سيصبح الارقى فى سلوكياته ومفرداته. .......وأعتقد أن شعاراته ستكون الأكثر تنوعا (طوف وشوف)و (بالسلام احنا بدينا) و (فى الدنيا ما فيش أحلى من الحب) و (الحب هو الود والحنية)و ( هسيبك للزمن)
أم كلثوم عاشت فى زمن لم يعرف الالتراس ولكنه عرف الحب الحقيقى واللعب الحقيقى والفن الحقيقى......عاشت فى زمن الغناء بالساعات مقابل عشرات أو مئات الجنيهات وليس الغناء بالدقائق مقابل مئات الآلاف من الجنيهات وربما الدولارات. ......أم كلثوم لم تكن يوما فى حاجة إلى التراس.....أم كلثوم جرت فى دماء المصريين والعرب بمثل جريان النيل ودجلة والفرات.......أم كلثوم كان وراءها شعوب وأمة .
التراس أٌم كلثوم
