اشتموا كما تشاءون. سبوا بكل ما في قاموسكم من سباب. ردوا على الرأي بالاستعلاء والتكفير والتخوين وما لديكم من مفردات التسفيه والتحقير، كل هذه الاشياء لن تمنعني من قول ما اراه واجبا وحقا في تلك الايام التي تدفعون فيها شبابا غضا الى التهلكة في انتظار معجزة لن تحدث.
الزمن الآن ليس زمنكم والوقت ينفد والفرص الضائعة ستنتهي بكم خارج التاريخ. لم تكن اتخيل ان الناس في مصر يكرهونكم كل هذه الكراهية ولم استطع ان احلل لماذا يصبح المنشقون عنكم اعدى اعدائكم، ألا بعد هذه المنازلة التي وجدت نفسي فيها لأنني صاحب رأي ادافع عنه واضحي بكل شئ في سبيل ألا يمنعني احد من ممارسة حقي في ابدائه.
لا اقول انني اخطأت عندما رفضت ما حدث في 3 يوليو فقد كان دفاعي عن الديمقراطية وليس عنكم. عن فرصة اتيحت للشعب المصري في ان يعيش بحرية وكرامة. لقد اضعتم عليه فرصة لن تتكرر، والان تنتظرون ان تمطر السماء عليكم نصرا لا يتحقق للقاعدين ولمن كرههم الناس، لمن يقاومون السلطة بشتم الاموات واظهار الفرح في موتهم، لمن يلعنون من يخالفهم في الرأي. لم ادافع عنكم يوما ولكن عن الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة.
فرق بين كل هذا وبينكم، الصحيح انكم كنتم انتم على رأس السلطة في ذلك الوقت لكن هذا لا يعني انني كنت ادافع عنكم، بل طلبت في مقال من مرسي قبل 7 شهور كاملة من 30 يونيو بان يتمثل بالزعيم الفرنسي الراحل ديجول ويعرض نفسه لاستفتاء شعبي مع ان هناك فارقا كبيرا بينه وبين ديجول الذي قدم استقالته فورا عندما وجد انخفاضا هائلا في شعبيته رغم ان الاستفتاء ايد بقاءه رئيسا باكثر من 50 في المائة، قلت افعل هذا حتى لا تضيع فرصة الشعب المصري في الديمقراطية والحياة الكريمة، والمقال موجود على جوجل لمن يبحث عنه. كنت ادري انه لن بفوز وان جماعته خرجت تماما من قلب هذا الشعب ولا تحظى باي شعبية بعد فشلها سياسيا.
يبقى الآن على الجماعة ان تفكر بالعقل لا بالكرسي الذي لن يعود بالامنيات والدعوات، ولن يعود ابدا لجماعة تلعب بعد انتهاء المباراة. عندما انصحها بحل نفسها، فلأن وجودها لن يجدي نفعا لها ولا للوطن، ولأن شعاراتها لا يمكن ان تتماشى مع الدبمقراطية والليبرالية اللتين ندافع عن حق الشعب المصري فيهما. ندافع عن هذا الحق بالرأي السلمي الذي يساهم في بناء هذا الوطن واستقراره لا بالشتائم والالفاظ القبيحة والتحريض ضد السلام الاجتماعي.
ما زالت الفرصة امام الجماعة لتخرج من هذه الشرنقة وتدع المنضوين تحتها يمارسون العمل السياسي والحزبي اذا اراد نفر منهم ذلك او العمل الدعوي اذا ارادوا ان يكونوا دعاة. استفيدوا من تجربة النهضة في تونس ومن تجربة اردوغان ومن تجربة ماليزيا. ما زالت الاماني ممكنة فلا تضيعوا الفرصة.
----------
المقال نقلا عن الصفحة الشخصية للكاتب على فيس بوك
##