19 - 04 - 2024

البرتقال الذي "كان حبيبي" !!

البرتقال الذي

حتى اراك

   في هذا الشتاء لا دفء سوى الأهل والاصدقاء ،، والتعلق  بالوطن ، ، مع مشروب ساخن ، يتنافس دخانه مع دخان بخور العود  ،، اما البرتقال الذي كنا نراهن على من منا يستطيع تقشيره من اجل عيون الباقيين ، ويفوز بتقشيره الأحن عطفا ، والاطيب قلباً ، لم نقبل عليه هذا الشتاء ،، البرتقال هذا الشتاء مخيف ،، مخيف ،، و كذلك البرتقالي هذا اللون بين الأحمر والأصفر ، رمز  الطاقة، لون الشمس ، لون الأشخاص الطموحين  ، و   والروح المتفائلة...

مع حبي الشديد ، لكنني هذا العام ، اخافه .. ارفضه لظلال لا احتملها...!!!!

،،،

هذه الكلمات من كتاب  "قائد الـ 360 درجة" لجون ماكسويل وهو من متخصصي فن وعلم  القيادة الأمريكيين : كانت الثورة البرتقالية لحظة لا تصدق في تاريخ الشعب الأوكراني. تجمعت الجماهير وهم لا يعرفون بالتحديد ما سيواجهون بوسط المدينة ... تزايدت القوة الدافعة حيث تجمع العديد من الناس ليس فقط للمشاهدة بل للمشاركة .. بهذا الميدان ولِد فكر جديد بقلب  أفراد الشعب.

في ساحة ميدان الاستقلال في يناير 2005 وفي حضور نحو مليون مواطن أوكراني من مناصري الثورة  البرتقالية، قدم زعيم الثورة  فيكتور يوشينكو  عهدا بتحقيق عشرة أهداف، أهمها توفير خمسة ملايين فرصة عمل، وزياة الرواتب والمعاشات، وخفض الضرائب، وشن حرب على الفساد، ومضاعفة الناتج الزراعي، والحد من الفجوة بين الأثرياء والفقراء، وإيقاف الانكماش الديمغرافي في الأمة الأوكرانية.

. استيقظت الأمة وقالت: "كفى! ".

 الا يذكركم هذا بشيء؟؟؟؟

وماذا بعد؟؟

بعد خمس سنوات كشْف الحساب للرئيس فيكتور يوشينكو  أظهر أن قليلا من الوعود تحقق. لكنه لم يقدم للشعب الأوكراني التحسن في الظروف الاقتصادية، أو  توفير فرص عمل، أو تقليل  نسبة من يعيشون دون خط الفقر... لم يستطع مواجهة تراث الفساد ، بعد ان تحوّلت أوكرانيا إلى ضيعات خاصة لشريحة رجال الأعمال المحترفين المنتهزين للمناصب السياسية.

ثم في  انتخابات الرئاسة الأوكرانية في  يناير 2010  عاقب الناخبون الثورة ، ورجح السباق بين رئيسة وزراء الثورة  يوليا تيموشينكو ورئيس الوزراء السابق فيكتور يانكوفيتش ، رجح السباق فوز يانكوفيتش!!!!  

في ديسمبر 2011  أفاد الجهاز الإعلامي الرئاسي أن رئيس جمهورية أوكرانيا، فيكتور يانوكوفيتش، وقع على مرسوم يقضي بإلغاء عيد "الثورة البرتقالية" ..!!!

 يقول مدير أحد معاهد الدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف إن الثورة نجحت بانتزاع الحكم والإمساك به، ثم نجحت بنشر الحريات والديمقراطية في أوكرانيا، لكنها فشلت بالمقابل  في محاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمات

الا يحذركم هذا من شيء؟؟!!!

نسيت ان اخبركم عن سبب اخر لعزوفي عن تناول البرتقال لم يعد أطيبنا يستطيع احتمال البرد القارس ليقشره لنا ،، اذا أراد احدنا البرتقال ، فليكن هو الأحن عطفا والاطيب قلبا ، ويقشر البرتقال ، او فلنتركه حتى يعطب او يأكله غيرنا.

##

مقالات اخرى للكاتب

رحيل صلاح السعدني أشهر من قدم دور العمدة في الدراما المصرية (تفاصيل)





اعلان