20 - 04 - 2024

بلادى والكلب

بلادى والكلب

عنوان مقالى مستوحى من فيلم ( زوجتى والكلب) اول الافلام الروائية الطويلة للمخرج سعيد مرزوق عام 1971 بطولة سعاد حسنى ومحمود مرسى ونور الشريف...وتطرق إلى زوج يعمل فى فنار ويحول شكه فى سلوك زوجته حياته إلى عذاب خاصة بعدما ارسل مساعده الأكثر شبابا لها لتسليمها رسالة منه....شكه تضاعف استنادا لتاريخه الذى شهد إقامته علاقات غير مشروعة مع سيدات متزوجات فى مثل ظروف زوجته..

وبعيدا عن الفيلم فإن الكلب الذى أعنيه هو كلب شبرا الخيمة الذى تخلى عنه صاحبه وسلمه إلى خصومه ليعذبوه ويذبحونه بوحشية وجاهلية بالغة ...فجأة احتل الكلب وصاحبه وقتلته بؤرة اهتمام مصر كلها...وتصدر كل البرامج الحوارية المسائية الليلية ووصل حتى الى ( الستات ما يعرفوش يكدبوا)

تبارت البرامج فى إذاعة الفيديو الذى يصور عملية تعذيب وذبح وقتل الكلب كما لو كانت تتسابق على صفع الناس واهدائهم ليالى يسودها النكد والهم والغم....وتبارت فى استضافة صاحب الكلب وتصوير دموعه أمام الشاشات والإجابة على سؤال هل خان الكلب أم أنه كان مجبرا ومضطرا. ..وتبارت فى وصف وتوصيف قتلة الكلب فمنهم من قال انهم دون الكلاب وأقل مرتبة منها ومنهم من قال انهم أساسا من السوابق والمسجلين الخطر ومنهم من ركز على انهم (دواعش) فكرا وسلوكا.

ثم تبارت البرامج فى إبراز الوقفات الاحتجاجية المتعاطفة مع الكلب والمنددة بقتلته والمطالبة باحترام حقوق الحيوان...كما تبارت فى إبراز تحويل مرتكبى جريمة قتل الكلب للنيابة ومناقشة ما إذا كانت القوانين الحالية ستسمح بمعاقبتهم أم لا..غير أن المناقشة الأهم هى التى حاولت الإجابة على سؤال كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من العنف والحمق. .. الإجابة الأفضل فى رأيى جاءت من الفنان هانى شاكر حيث قال:ماذا نتوقع بعد مسلسلات رمضان الماضى التى اتخمت بمشاهدة العنف والابطال الذين يخلعون ملابسهم ويهاجمون الآخرين بالسيوف بل ووصل العنف فى احداها إلى ربط ابن لأبيه بالحبال ثم احراقه! !!هانى شاكر قال فتشوا عن الثقافة...فتشوا عن غياب الفن الطيب....فتشوا عن اختفاء حصص الموسيقى من المدارس..

وبذكاء شديد تطرق خطيب المسجد الصغير الذى اصلى فيه الجمعة بجوار منزلى فى حدائق الاهرام( وهو ليس من وزارة  الاوقاف) إلى جريمة الدواعش فى ليبيا وجريمة قتل الكلب دون أن يلفظ بكلمة داعش أو الدواعش أو كلمة قتل أو زبح أو كلمة الكلب....فقط تحدث عن أن الراحمين يرحمهم الله....وتحدث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ارسل رحمة للعالمين....وتحدث عن رفض الرسول اطباق الاخشبين أو الجبلين على كفار مكة....وتحدث عما أبلغنا به نبى الرحمة عن البغى التى غفر الله لها وادخلها الجنة لأنها سقت كلب أوشك على الهلاك والمرأة التى دخلت النار في هرة لا هى اطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض.

كلنا مذنبون فى حادث الكلب....الذين اكتفوا بالتصوير و (التشيير) اذنبوا. ...والذين شاهدوا الفيديو ووضعوه على صفحاتهم على الفيسبوك اذنبوا انطلاقا من أن النظر إلى الحرام حرام....القائمون على الثقافة والقائمون على الدعوة شركاء فى الذنب.....من سلطوا الأضواء المبهرة لصرف الأنظار عن الأهم شركاء فى الذنب.....عذرا عن انسانيتنا أيها الكلب!!

##

مقالات اخرى للكاتب

اليوم..بنات عين شمس تعقد مؤتمر





اعلان