18 - 05 - 2025

ممثل أممي يلتقي الفصائل المتناحرة في ليبيا لتقريب وجهات النظر

ممثل أممي يلتقي الفصائل المتناحرة في ليبيا لتقريب وجهات النظر

في مسعى لتقليص الخلافات بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، بدأ ممثل الأمم المتحدة لدى ليبيا برناردينو ليون زيارة رسمية الأسبوع الماضي إلي العاصمة طرابلس هي الأولى له منذ تسلمه مهام عمله خلفاً للبناني السابق طارق متري،عقد خلالها محادثات مع السياسيين والأطراف المؤثرة في طرابلس والزنتان ومصراته، كما زار طبرق والبيضاء،مؤكدا أن الحوار هو الحل الوحيد ، بين كافة الأطراف ويحتاج إلي المزيد من الجهد.
و اعتبر الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، أن مخاوف المجتمع الدولي والأمم المتحدة حول الإرهاب مهمة ويجب ألا يتم تجاهلها. 
وقال ليون في مؤتمر صحفي "يتفق كل من تحاورت معهم على إن هذه مشكلة خطيرة ، وأن القاعدة والجهاديين المتشددين في الشرق مشكلة خطيرة لهذا البلد وللمجتمع الدولي"، مؤكداً أن "هذه مخاوف الجميع وأن الفوضى هي عدو الجميع الليبيين والمجتمع الدولي، وينبغي معالجتها بأسرع وقت". 
وأضاف ليون: "يجب أن تعي جميع الأطراف في ليبيا، أن ما يحدث في البلاد مهم بالنسبة للمجتمع الدولي، وهذه هي رسالة قرار مجلس الأمن". 
وشدد على أن السلام في ليبيا قضية أساسية للدول المجاورة، مشيراً إلى أن هناك مخاوف كبيرة حول عمليات تهريب البشر عبر ليبيا. 
وأعرب المبعوث الأمم عن قلقه حول مسألتي الشرعية والشمول، وكيفية إيجاد التوازن بين هذين العنصرين، مضيفاً: أن "العنصر الإيجابي يكمن في اتفاق الجميع على أن وجود حكومتين بالبلاد ليس الوضع الأمثل". 
وشدد على أن قرار مجلس الأمن الدولي مؤخراً حول ليبيا "يحدد بوضوح أن استخدام القوة غير مقبول، كما أن الفرص الوحيدة ستأتي من العملية السياسية، ومن يتحدى هذه المبادئ عليه أن يعرف أن هناك عواقب". 
و قال: "لم التق رسمياً بأي من أعضاء المؤتمر الوطني العام، لدينا اتصال يومي ونحاول التواصل مع الجميع والاستماع للجميع، ولكن في هذه الرحلة لم نقابل أعضاء المؤتمر"، معرباً عن قناعته أن نسخ المؤسسات في هذه البلاد ليس فكرة جيدة، وسيزيد من تعقيد مسألة الشرعية. 
من جهته، انتقد المتحدث باسم البرلمان السابق عمر حميدان، ليون لأنه لم يتشاور مع البرلمان القديم، قائلاً: "نستغرب ونستنكر تجاهله للمؤتمر بالرغم من أنه الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد" حسب قوله . 
وفي إطار جهوده المكوكية ، التقي رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، بطرابلس مع محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الذي أكد له تمسك الحزب بالعملية السياسية، داعياً إلى «إيجاد آليات عملية لترميم العملية السياسية في ليبيا»، .
وأشار صوان إلي أن الحزب دعا مجلس النواب مراراً إلى «تصحيح مساره الدستوري وألا يبدأ بدايات خاطئة يصعب عليه معالجة نتائجها. 
وأضاف صوان أن «الحزب يرى بأنه يمكن للأمم المتحدة لملمة الأطراف المتمثلة في كتلة الممانعة من مجلس النواب والأعضاء المجتمعين في طبرق والمؤتمر الوطني العام، باعتباره محل قبول لدى مؤيدي فجر ليبيا والقوى الشعبية والسياسية الداعمة لها»، مضيفاً ان لا غنى عن الحوار لحل الخلافات. وقال رئيس «حزب العدالة والبناء»: «إن أول انقلاب على العملية السياسية في ليبيا، تجسد في عملية الكرامة» التي اطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
كما التقى برناردينو ليون مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي وأعيان مدينة الزنتان الليبية في اطار جهود البعثة لاخراج ليبيا من الأزمة التي تمر بها والوصول لحلول تعيد الامن والاستقرار للبلاد . 
ورحب رئيس وأعضاء المجلس البلدي وأعيان مدينة الزنتان بوفد الأمم المتحدة وبمبادرته للم شمل الليبيين الذين عجزوا فيما بينهم على الجلوس والحوار وفق مبادئ وقيم وثوابت وطنية بما يحقق العدالة الانتقالية.
وبدوره التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى، بمدينة طبرق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون وتناول اللقاء الذي جرى بحضور النائب الأول لرئيس المجلس محمد علي شعيب استعراض آخر المستجدات والأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا والمساعي التي بذلها المبعوث الأممي من خلال الاتصال والحوار مع الأطراف الليبية، والخاصة باستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، خاصة فيما يتعلق باحترام وحدة وسيادة ليبيا.
من جانبه، قال رحب محمد علي عضو مجلس النواب الليبي إن المبعوث الأممي لديه فرصة كبيرة لتحقيق تقدم ، نحو رعاية حوار وطني ليبي بين جميع الأطراف ، وتحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، شريطة أن يرتبط الأمر بوقف شامل للأعمال العسكرية في طرابلس ومحيطها وكذلك بنغازي .
وأضاف إن سياسة الاستماع لجميع الأطراف التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة سياسة جيدة ، لكنها غير كافية مع وجود أطراف سياسية غرب البلاد ، تقوم باستخدام الثوار السابقين ، كورقة للضغط ، التي غالباً ما تتهم النواب المجتمعين بطبرق ، بأنهم غير وطنيين ولديهم أجندة ، وهو أمر مرفوض تماماً من قبل كل من يسوقه.
كان المبعوث البريطاني إلي ليبيا قد التقى خلال الأسبوع الماضي مع كافة الفصائل المتناحرة من أجل التوصل إلي اتفاق بينهم، ليواصل المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون والذي وصل منتصف الأسبوع الماضي مساعيه ولقاءاته من أجل تجميع كافة المتناحرين على مائدة المفاوضات.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد فشل المساعي الداخلية ، هل يستطيع المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون التوصل إلي اتفاق يجمع كافة الفصائل المتناحرة على مائدة الحوار والمفاوضات ؟.