19 - 04 - 2024

ذاكرة المصريين في خطر

ذاكرة المصريين في خطر

للاسف ضاقت الدنيا في وجه الاعلام المصري - بحجة البحث عن الانفراد وزيادة الاعلان- فلم يعد يرى في المجتمع سوى الشياطين وجيوش المنافقين من رجال النظام البائد في مقدمتهم أحمد عز وغيره من انصار النظام البائد الذين تتهافت إليهم القنوات في محاولة لغسل ايديهم من زمن العار وافعال الاستبداد وسرقة الطموحات والاحلام وتدمير مستقبل البلاد والعباد، وبدلاً من أن يرتدى هذا الرجل ورفاقه ثوب الحياء خرج علينا في الفضائيات يتحدث كأنه من الملائكة مدعياً أنه لم يزور انتخابات ولم ينهب ثروات ولم يفسد حياة سياسية ولم يدمر اقتصاد وووو... وكأن الشعب هو الشيطان الاكبر الذي يجب أن يعاقب بعدما خرج على أسياده في ثورة يناير المجيدة.

للاسف اعتمد هؤلاء في تسويق مبرراتهم على ضعف الذكره لدى المصريين حتى انهم يعتقدون إننا شعب بلا ذكره، والأشد وطأ من ذلك أنهم يواصلون سياسة الاستفزاز والاستعلاء اعتقاداً منهم أننا شعب بلا  أحاسيس أومشاعر، فيتحدثون عن انجازاتهم التي لم يرها سوى عصابتهم بدلاً من الندم والاعتذار والتنازل عن الاموال يحاولون التسلق على الاكتاف، مثلما اعتمدو في براءتهم على القوانين التي تم حياكتها بأنملهم وترقيعها على أمزاجتهم وأهوائهم بما يكفل لهم الفرار من كل العقوبات والفوز بالثروات.

إن هؤلاء البائدين يضعون ذاكرة الوطن في خطر شديد حيث يعملون على تشويه الحقائق وتطهير اثوابهم  وايديهم من دماء المصريين وعشوائيات الفقراء وغرقى العبارات ومعاناة المرضي وغيرها من المحن والازمات التي حققوها للمصريين في ظل انشغالهم بأنفسهم بدلاً من الاشتغال بتطوير وتغير حياة المصريين.

هؤلاء يمارسون التضليل وكتابة التاريخ وفق اهوائهم مثلما مافعل الاخوان عندما حاولو الاستيلاء على ذاكرة مصر القومية  - دار الكتب والوثائق - حسبما قالت الدكتورة إيمان عزالدين، المشرفة العامة السابقة على دار الكتب بباب الخلق،عندما أعلنت أن جماعة الإخوان طلبت الحصول على وثائق الثمانين عاماً الماضية كاملة، وكل ما يتعلق بجماعة الإخوان، لتغير التاريخ وفق اهوائهم، وعندما رفض المدير السابق لدار الكتب والوثائق القومية الدكتور عبدالناصر حسن إخراج هذه الوثائق، قام وزير الثقافة في ذلك الوقت بإنهاء انتدابه.

إذا كان الاخوان قد حاولوا سرقة الذكرة وتغيرها وفق اهوائهم فإن النظام البائد يسعى جاهد لفعل ذلك حاليا مستخدما عدة وسائل في مقدمتها الاعلام للقفز فوق ثورتين سالت فيهما الدماء من اجل الحرية والتخلص من الاستبداد، فهل يسمح الشعب والدولة لهم بالعودة إلى الاضواء ومواصلة سياسة الاستفزاز أم سيكون لها راي أخر؟.

##

مقالات اخرى للكاتب

إسرائيل تشن هجوماً على إيران





اعلان