22 - 05 - 2025

حكم ‏مشاهدة كرة القدم وحضور ‏مبارياتها ومتابعة أخبارها ‏وتحليلاتها الساعات الطوال

حكم ‏مشاهدة كرة القدم وحضور ‏مبارياتها ومتابعة أخبارها ‏وتحليلاتها الساعات الطوال

السؤال:
نرجو منكم-وفقكم الله-تبيين الحكم ‏في مشاهدة كرة القدم، وحضور ‏المباريات، ومتابعة أخبارها، ‏وتحليلاتها الساعات الطوال، وإن ‏مما عمت به البلوى أن بنات المسلمين ‏أصبحن يفعلن كل ذلك أيضا من ‏مشاهدة المباريات، والتحليلات ‏وحضور للملاعب.‏ ‏

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في جواب للجنة الدائمة للإفتاء: إذا كانت المباراة على غير عوض، ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو، فلا حرج فيها، ولا في مشاهدتها. اهـ.
وبهذا تبين أن حكم مشاهدة المباريات الرياضية منوط بهذه الضوابط. وقد سبق لنا شيء من تفصيل ذلك، فراجع الفتوى رقم: 453. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 138797 وتجد فيها ذكر كتابين عن هذه اللعبة. وفي خصوص حضور النساء للمباريات راجع الفتوى رقم: 75006.
وقال الشيخ ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح، في خصوص انشغال الطلاب بكرة القدم: أخذت لبهم وعقولهم، ونسوا ما خلقوا له، إلا من شاء الله، ونسوا ما ينبغي أن يكونوا عليه من التفكير بأحوال المسلمين، وماذا يجب علينا نحو جاهلهم، وماذا يجب علينا أن نعد لهم، أنستهم ذلك كله، والحقيقة أني أرى أن المسألة تحتاج إلى نظر، كون هذه الألعاب تكثف للطلاب حتى يشتغلوا بها عما هو أهم، بل حتى يشتغلوا بها عما هو مهم، هل نحن إذا تعلمنا هذه الكرة، والألعاب الأخرى التابعة لها، نستطيع بذلك أن نفتح بيت المقدس؟! أبداً لا نستطيع. هل نستطيع أن ندافع بها عن وطننا لو حصل عليه هجوم من عدو؟ أبداً لا نستطيع بلا شك ... اهـ.
وقال أيضا: النظر للمباراة في الواقع فيها محاذير، منها:

إضاعة الوقت؛ لأن المبتلى في هذا تجده ينهمك فيه حتى يضيع عليه أوقات كثيرة، وربما أضاع عليه الصلاة مع الجماعة، وربما أضاع عليه الصلاة في الوقت.

ثانياً: أنه ينظر إلى قومٍ كشفوا نصف أفخاذهم، والفخذ عورة عند كثيرٍ من العلماء، والذي نرى أن الشباب لا يجوز له أن يظهر شيئاً من فخذه، لا سيما إذا كان مرتفعاً عن الركبة كثيراً.

ثالثاً: أنه ربما يقع في قلبه تعظيم من يفضل غيره، مع أنه من أفسق عباد الله، أو من أكفر عباد الله، فيقع في قلبه تعظيم من لا يستحق أن يعظم، وهذا لا شك أنه محذور.

 رابعاً: أنه يترتب عليه إضاعة المال؛ لأن هذا الجهاز يكون على الطاقة الكهربائية، ويستهلك، وإن كان الاستهلاك يسيراً، لكنه مادام لا فائدة فيه، لا في الدين، ولا في الدنيا فإنه يعتبر إضاعة مال.

خامساً: أنه ربما يؤدي إلى النزاع، والخصومة، فإذا كان يشجع هذا النادي، أو هذا الفريق وغلب، وهناك آخر يشجع النادي الآخر، أو الفريق الآخر حصل بينهم نزاع، ومطاولة في الكلام.

لهذا أقول: نصيحة للشباب خصوصاً، ولغيرهم عموماً: ألا يضيعوا أوقاتهم في مشاهدة هذه المباراة، وليفكروا ملياً: ماذا يحصل من مشاهدتها؟ ما الفائدة؟ اهـ.

والله أعلم.