من كل مشاهد الحروب التى تصطلى بها شعوب الأرض وتنقلها شاشات التليفزيون دون انقطاع، وقَرَ فى ذاكرتى مشهد لرتل دبابات يتقدم بسرعة على طريق فى ساحة معركة، مصدرا نوعا من الهدير المرعب، ومثيرا سحبا من الغبار والدخان تتصاعد حتى تخفى زرقة السماء، وكان أكثر ما جعل هذا المشهد يتشبث بذاكرتى ليس منظر جهامة الدبابات ورعب مدافعها المشرعة، ولكن منظر بركة ماء صغيرة على طرف الطريق، وعصفور على حافتها يشرب، رفع رأسه الصغير، ملتفتا إلى الهدير والهول الزاحف بقربه التفاتة صغيرة، ثم عاد ليكمل ارتواءه، يحسو من الماء حسوة، ثم يرفع رأسه ليبتلع ما احتساه، ويكرر الفعل، ولا أستبعد أنه كان فى ذلك يشكر الله على نعمة الارتواء.
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه