20 - 04 - 2024

ارتفاع أسعار السجائر.. فرصة لتقليل التدخين أم لزيادة أرباح الشركات؟

ارتفاع أسعار السجائر.. فرصة لتقليل التدخين أم لزيادة أرباح الشركات؟

لا تزال أسعار السجائر في مصر أقل من المتوسط العالمي.. من المفترض أن تكون الزيادات الضريبية المقبلة على التبغ أحد السبل لتقليل استهلاكها"، كان هذا تعبير البنك الدولي في دراسة عن "خارطة طريق لإصلاح النظام الصحي في مصر"، أصدرها قبل أيام من الزيادة الأخيرة في الضرائب على السجائر.

وعبرت المؤسسة الدولية، في التقرير، عن أملها في انخفاض معدلات التدخين في مصر في سياق حديثها عن التدخين كأحد أهم المشكلات الصحية التي تواجه المصريين، وعن إمكانية استخدام حصيلة الضرائب على السجائر كمصدر لتمويل التأمين الصحي.

لكن توقعات البنك الدولي بانخفاض الاستهلاك تمثل أخبارا سلبية للعاملين في هذه الصناعة بمصر، والذين يراهنون على تقديرات مراقبين لسوق التدخين في مصر بأن طلب المصريين على السجائر قد يتذبدب مع ارتفاع الأسعار ولكنه يظل قويا على المدى المتوسط.

كان الرئيس عبد القتاح السيسي قد أصدر قرارا منذ ثلاثة أيام بزيادة الضرائب على السجائر المحلية والمستوردة، والتي تعتبر الزيادة الثانية في نفس العام المالي.

"في تجارب سابقة لزيادة أسعار السجائر (بمصر).. كان الاستهلاك يتراجع (لفترة) ولكنه يعود للزيادة بعد أن يعتاد المواطنون على الأسعار الجديدة"، كما يقول محمد زين، المحلل بقسم البحوث بشركة سي اي كابيتال.

وبالرغم من إعلان أكبر شركة لصناعة السجائر في السوق المصرية، إيسترن كومباني، أمس، عن زيادات في أسعار منتجاتها بعد رفع الضرائب، إلا أن زين يرى أن الزيادات الجديدة "ستكون لها تأثير إيجابي على إيرادات الشركة وهوامش أرباحها".

وبرر المحلل ذلك بأن الشركة، التي تستحوذ على 75% من السوق، رفعت أسعار منتجاتها بأكثر من قيمة الضرائب "ولو حدث نقص في الاستهلاك ستعوضه الشركة من خلال السعر المرتفع".

 

وسجلت الشرقية للدخان، التابعة للقطاع العام، نموا في صافي أرباحها خلال الستة أشهر الأخيرة من العام الماضي بنسبة 57%.

وبحسب قائمة الأسعار الجديدة للسجائر التي أعلنت عنها وزارة المالية، منذ يومين، فقد ارتفع سعر العلبة من ماركات محلية مثل كليوبترا بلاك ليبول من 11 إلى 13 جنيها، بينما زاد سعر علبة مارلبورو من 20 إلى 23 جنيها.

"المستهلكون للأصناف الأرخص من السجائر هم أكثر الفئات التي سيتأثر إستهلاكها بزيادة ضرائب المبيعات" كما يقول إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة صناعة الدخان والمعسل باتحاد الصناعات، معلقا على الزيادة الأخيرة في ضرائب المبيعات .

وشهدت السجائر زيادات متتالية في قيمة الضريبة على مبيعاتها منذ 2010.

لكن شركات تعمل بهذه الصناعة تقول إن الطلب على منتجاتها شهد نموا خلال الفترة السابقة .فشركة بي إم أي، التي تصل حصتها من السوق المصرية إلى نحو 23%، تقول، في نتائج أعمالها لعام 2014، إن مصر تمثل أحد مصادر الطلب المتنامي على منتجاتها من سجائر إل إم.

" ما شهدناه وقت زيادات الضرائب السابقة على السجائر هو أن المصريين كانوا يتحولون إلى الأصناف الأرخص أو ينوعون بين الأرخص والأغلى أو يُقبلون على الشراء بالواحدة، ولكنهم لم يكونوا يقللون من التدخين"، كما قالت وحدة الأبحاث المصرية بشركة نيلسن لبحوث التسويق، في رد على سؤال لأصوات مصرية، حول تأثير زيادة أسعار الضرائب على مبيعات السجائر .

وبحسب أطلس التبغ لعام 2014، الصادر عن جمعية السرطان الأمريكية والمؤسسة الدولية لأمراض الرئة، فإن المصريين يتمتعون بأسعار أقل نسبيا للسجائر من دول بالمنطقة مثل الجزائر وتركيا اللتين تقعان ضمن الدول التي تترواح سعر 20 سجارة مارلبورو بها بين 4 و7 دولارات، وهو ما يعد أحد محفزات التدخين في مصر، وفقا لتقرير البنك الدولي.

إلا أن رئيس شعبة صناعة الدخان والمعسل يتوقع أن يزداد الإقبال على الأصناف المهربة المقلدة لماراكات السجائر العالمية، والتي تباع في مصر بأسعار أقل من أسعار تلك الماركات، وذلك مع الزيادة المستمرة في الأسعار الرسمية.

"زيادة ضرائب المبيعات تفتح الباب (لانتشار) السجائر المهربة" بحسب قوله .

ولكن محلل سي أي كابيتال يقول إن ظاهرة تهريب السجائر انحسرت بشكل كبير بعد تشديد القوات المسلحة لرقابتها على الحدود، مشيراً إلى أن تلك السجائر مثلت نحو 25% من السوق خلال عامي 2012 و2013، وتراجع نصيبها حاليا ليتراوح بين 3% إلى 5%.

ولم تشهد منتجات المعسل زيادة في ضرائب المبيعات خلال 2014 مثل الزيادات المتتالية التي شهدتها السجائر.

وتقول شركة يورومونيتور للبحوث في تقريرها عن سوق الدخان في مصر، الصادر العام الماضي، إن مبيعات منتجات الشيشة تستفيد من ارتفاع أسعار السجائر كبديل أرخص في التكلفة.

"تبغ الشيشة لديه فرص في النمو لكونه مقبولا بشكل أكبر بين النساء المدخنات في البلاد"، بحسب الشركة ، المتخصصة في الأبحاث الاقتصادية في أكثر من 80 دولة.

وكان قطاع صناعة المعسل قد شهد صفقة استحواذ ضخمة في 2013 من أكبر شركة صناعة سجائر مقيدة في الأسواق الآسيوية، جابان توباكو، على شركة النخلة المصرية، التي تصفها الشركة اليابانية على موقعها الإلكتروني بأنها واحدة من الشركات الرائدة دوليا في صناعة المعسل في ظل تصديرها إلى 85 سوقا أجنبيا .






اعلان