لدي مشكلة لا أعلم أهي اضطراب ريح وبول أم استمراره، وقد أزعجتني كثيرا وأثرت على حياتي، فأصبحت الصلاة صعبة جدا، أدخل الحمام ولا أخرج إلا بعد ساعة أو ساعتين أو ساعتين وربع.... وهكذا في الصلوات الخمس، أهذا يرضاه الله ورسوله؟ فغالبية يومي في الحمام أجلس لأعصر نفسي، فما الحل؟ وهل يجوز لي تحديد وقت لنفسي وإجبار نفسي على الخروج والصلاة في الوقت الذي حددته مثل ربع ساعة؟ علما بأنني أعاني وبشدة من الوسواس في جميع أموري وخاصة في العبادات وفي نفس الوقت ذهبت إلى الطبيب فتبين أن لدي جرثومة معدة وبداية قولون وتقرحات في كامل معدتي وبواسير داخلية بسيطة جدا ـ ولله الحمد ـ شُفيت من الجرثومة فقط، أما الباقي فإنني أتعالج منه بأخذ الدواء ولكنني غير منتظمة فيه أحيانا، لكنني لا أعذر نفسي وأقول إنني مريضة، وجميع صلواتي أتأخر عنها إلى آخر وقتها أو خروج وقتها بسبب مكوثي في الحمام ومحاولة إخراج الريح والتغوط أو فكرة أنه سيخرج مني ريح، وعندما أقف للصلاة يقل نفسي ويشد بطني مع كل آية أقرؤها، فأشعر بخروج الريح، فماذا أفعل، وهذا شيء خارج عن العادة؟ لا أكاد أقرأ الفاتحة فقط، وأتأتئ فيها من شدة ما أجد من خوف وهلع!وأهلي منزعجون جدا مني ويلومونني كل يوم ويغضبون علي من إطالتي في الحمام وتأخيري للصلوات، وحياتي أصبحت صعبة لا أخرج لأي مكان من أجل أمر صلاتي، أريد منكم نصيحة طيبة وقولا لينا هينا وتذكيري بسعة رحمة الله، فعندما أتجاهل فكرة أن صلاتي خاطئة أو أنه خرج مني ريح أتعب جدا وأشعر بضيق شديد في صدري، وأصاب بهلع حتى أعيد الصلاة، وكأن في داخلي شخص يقول أنت عاصية أنت تخادعين الله أنت تريدين الدنيا، فكيف تضحكين وتنامين وصلاتك باطلة! وهكذا من هذا الكلام ـ والعياذ بالله ـ حتى أعيد الصلاة أو الوضوء أو أرجع للاستنجاء مرة أخرى لأبعد هذه الأفكار والأقوال، لا أستطيع إكمال مشكلتي، فهذا جزء من معاناتي، أرجو منكم إعطائي حلاً وجواباً شافياً. وجزيتم خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بحسن الظن بالله، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وقد قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ { الحج:78}.
وقال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:6}.
فالحرج مرفوع، ومستحيل أن يكون ما تفعلينه من تعذيب نفسك من أمر الشرع في شيء، فلا بد لك أن تتركي تماماً هذه الوساوس، ما عليك بعد قضاء الحاجة إلا الاستنجاء، ولا تعصري بطنك، ولا غيرها، ولا تلتفتي لأي وسوسة، إلا أن تتيقني الحدث، فتعيدي الوضوء، روى أحمد، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم.
فالشيطان قد يوسوس لك بخروج شيء، ولا حقيقة لذلك، فلا تلتفتي للشكوك، ولا الظنون ولا الوساوس، ترتاحي في دينك، ودنياك، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.