21 - 05 - 2025

علاقة الدين بالسياسة، وسبب حرص اليهود على فلسطين

علاقة الدين بالسياسة، وسبب حرص اليهود على فلسطين

السؤال:
هناك علاقة بين السياسة والدين..... أليس كذلك؟ إذا، فلماذا عاد بنو إسرائيل إلى القدس؟.

الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن هناك علاقة بين الدين والسياسة! فإن الإسلام دين ودولة، عقيدة وشريعة، فهو منهج متكامل للحياة من حيث التصور ومن حيث التصرف، فهو كما يضبط العلاقة بين الناس وبين ربهم، فهو كذلك يضبط العلاقة بين الناس بعضهم مع بعض على اختلاف توجهاتهم ومللهم، وهذا الضبط يعتمد على السياسة الشرعية التي هي جزء أصيل من الفقه والشريعة الإسلامية، فلا يصح الفصل في الإسلام بين الدين وبين السياسة بهذا المعنى، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 142593، ورقم: 171909.

وأما بقية السؤال وقول السائل: فلماذا عاد بنو إسرائيل إلى القدس ـ فلم يتبين لنا مرادك بذلك، وعلى أية حال، فحرص اليهود على السيطرة على القدس وعلى كامل فلسطين وغيرها يعتمد في ما يعتمد على دعوى الحق التاريخي والديني في أرض الميعاد ـ أرض كنعان = فلسطين ـ قال الأستاذ الدكتور محمود قدح أستاذ العقيدة والأديان والفرق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كتابه موجز تاريخ اليهود والرد على بعض مزاعمهم الباطلة: ويدعي اليهود أيضا أن لهم حقا دينيا على ما جاء في كتبهم المقدسة لديهم أن الله وعدهم بامتلاك ـ أرض كنعان ـ فلسطين وما جاورها من النيل إلى الفرات، وهي أرض الميعاد، لتكون لهم ملكا ووطنا، ويستدلون على ذلك بما ورد في التوراة أن ذلك الوعد كان مع أبيهم إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ حينما قال له الرب: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات... ويزعم اليهود المعاصرون أنهم أحفاد إبراهيم وسلالته، وأنهم شعب الله المختار، فهم الأحق إذا بفلسطين وما جاورها أرض الآباء والأجداد... اهـ.

ثم رد على هذه المزاعم تفصيلا، فكان مما قال: وعلى فرض التسليم لهم ـ جدلا ـ صحة ما استدلوا به على الوعد الإلهي من كتبهم، فإنا نقول: إن الوعد الإلهي قد أعطي لإبراهيم أولا عند وصوله أرض كنعان ولم يولد له ولد حينئذ ـ تكوين: 12ـ7ـ وتكرر الوعد حين رجوعه إلى أرض كنعان من مصر ـ تكوين: 13ـ15ـ ثم تكرر الوعد ولم يكن لإبراهيم ولد ـ تكوين: 15ـ1 ـ ثم تكرر الوعد لإبراهيم بعد أن ولد له إسماعيل عليهما الصلاة والسلام ـ تكوين: 17ـ8 ـ بناء على ذلك فالوعد الإلهي من حق إسماعيل ـ عليه الصلاة والسلام ـ جد العرب والمسلمين دون غيره، لأن إسحاق الابن الثاني لإبراهيم عليهما الصلاة والسلام لم يولد بعد. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتويين رقم: 13679، ورقم: 78038.

وراجع في بيان سبب ما حل بالمسلمين من نكبات الفتوى رقم: 134965.

والله أعلم.