23 - 04 - 2024

متلازمة " العشق والحماقة "!!

متلازمة

ماذا يفعل العشق بنا....؟ أنتحول معه حقاً الى حَمقى ....؟ يثور الكثيرون على مثل هذا الإقتران بين " العشق والحماقة " ويرونه الجانب المظلم فى تلك الحالة الشعورية.. وهو فى رأيي أحد مَرايا العشق ويسترعى الدراسة والبحث فى مسبباته . فهل العشق يعطل الإدراك ويخدر العقل فيصيبه بالحماقة ؟ ولو كان الأمر كذلك كيف نشأت متلازمة (العشق والحماقة ) وكيف يمكن التنبه إلى أعراضها المرضية؟!

الواقع أن هناك قوانين وأصول لابد من توافرها مكتملة فى المعادلة العشقية وإلا اختلت النتائج . فلابد أن يتلازم الطرفان معاً فى رحلة الصعود الى منزلة "العشق" ، وإذا ما تقاعس أحدهما أثناء هذه المغامرة الحَرجة بحنايا القلب، أدركته تلك المتلازمة ... فما أشقاه من أصابته اللعنة ....!!

إنه المرض الأكثر شهرة فى قاموس المحبين ... مستعص ويقاوم كافة العقاقير العقلانية... تتهازل معه الروح ويكسوها الجليد فيحتبس المُحب خلف غيومه كـ"الأسير" الذى يرى الحرية كل صباح من خلف قضبان محبسه، لكنه يهوى أسره وخضوعه وعبوديته فى تلك الزنزانة العشقية... تغادره السعادة دون إخطار مسبق لتبلغه أنها أبداً لن تعود، فلا يملك أسفاً استعادتها.

 عجباً له ذلك المرض العضال.........! فكلما بلغنا قمم العشق ، كلما قاربنا أقبية الحماقة ... نقطن بين جدرانها الباردة فتكاد دماؤنا يصعقها تيار الجفوة... نجوب أركانها الصلبة فتكاد أناملنا تصرخ من فرط الجمود .... نختبىء بأبعد زواياها فنكاد نرحل دون أن يدركنا الوقت أو حتى يُهدينا وداعاً لائقاً. فهى الحقيقة وعين منطق هذا المنحدر الشعورى بكل منعطفاته الوعرة التى تصحبنا فى مقامرة بضيافة الشجن والآلام .

ومن الأعراض الشهيرة لهذه (المتلازمة) تقمص دور السوفسطائى المخضرم الذى يبرع فى قلب الحقائق وتخليق الحجج المنطقية ، فنزاول هذه الحرفة بمهارة لنبرر فقط الجفاء والتجنى باسم الهوى، وما يكتسب (الآخر) من ذلك الدور إلا قوة إضافية تزيد جبروت أنانيته، فيطلق رصاص كلماته وقذائف إهماله بمضجع احتياجنا،وتسيل دماؤنا الدافئة على بساطه الشوكى الذى لا يرتوى سوى بنبض القلوب الضائعة المترنحة بين جحود وجنوح اللحظات.

لا أحاول جَلد " الذات العاشقة " بسوط العقل ، كما لا أريد تدليلها على أرجوحة الأوهام، بل أشفق على من علِقوا بالمنتصف فلا عقل يتمهل ولا قلب يتعقل. وما "العشق" إلا حالة شعورية ليس للمرء إختيار فى دخول قصورها وليس له القدرة على الإفلات من مدارها، فهى" العبودية " التى نمضى اليها بكامل إرادتنا، نقبع بكهوفها فى رضا مُكبل، نستعذب عذابنا فى وديانها القاحلة ونقبل بتلك الامطار الموسمية النادرة التى تقينا بالكاد جفاف الرحيل .

فقط أريد أن أومض هذه "الشعلة" فى وجه الذات المتهاوية ببركان الهوى غير المتكافىء، والسجينة بذلك الجسد الهزيل ... أدعوها لإدراك تلك المتلازمة اللعينة ومواجهة هذه البؤرة المصابة فى النفس . أعلم أن " العشق" هو أكثر الأسلحة الإنسانية  فتكاً ، فلا يترك مُصابيه على قيد الحياة ولا ينهى لحظاتهم بسهولة، ولكن إحذروا متلازمته الخطيرة؟!  فحين يُصيب " الهوى " لا يخطىء أهدافه ولن نستطيع معه فكاكاً... تنبهوا فحسب أذا ما استشعرتم إختلال المعادلة، وانجو قبيل الإنزلاق فى أعراضها المرضية... فلا عزاء للعاشقين إذا تهاوت عاطفتهم وتقهقرت عقولهم ومرضت مشاعرهم  ...؟؟؟؟

##

 

مقالات اخرى للكاتب

احتفالا بعيد تحرير سيناء.. الرئيس السيسي يضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر





اعلان