إمام المسجد يقرأ القرآن بإتقان، لكنه في الفاتحة يقول: الصراط، والمغضوب، والضالين ـ ينطق الصاد من غير أن يشبعها، ولا أستطيع أن أقول إنه يبدلها سيناً، ولكن يخرج حرفا بين السين والصاد، وكأنها سين مفخمة أو صاد مرققة، وضاد المغضوب وضاد الضالين بين الدال والضاد، وإذا كان هذا يبطل الصلاة ـ وقد لاحظت خطأه مؤخرا ـ فهل علي إعادة كل الصلوات، علما بأنها يمكن أن تتجاوز المائة؟ وهل هناك قول أخف من الإعادة؟ وهل هناك قول أخف في مسألة أخطاء الفاتحة الجلية، حيث هنا في مصر لا تجد إماما إلا قليلا ونادرا يقرأ الفاتحة إلا ويخطئ خطأ جليا بحكم اللهجة، وإذا كان الإمام يقول: ضالين ـ ويطيل في اللام، فهل هذا من اللحن الجلي المبطل للصلاة؟ وقد التزمت بالجماعة ـ والحمد لله ـ منذ أكثر من عام ولا أصدق بعد كل هذا أنني سأصلي في البيت منفرداً بسبب أن الأئمة لا يجيدون قراءة الحروف المفخمة في الفاتحة.... وهذه بلوى عامة، فما ذنبي أن أترك الجماعة بسبب هؤلاء؟.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن بك شيئا من الوسوسة، والذي ننصحك به هو الإعراض عن الوساوس في هذا الباب وغيره، والأصل صحة صلاة الأئمة وقراءتهم حتى يحصل يقين جازم بأن الإمام يلحن لحنا جليا تبطل الصلاة به، ولبيان ضابط اللحن الجلي في الفاتحة انظر الفتوى رقم: 113626.
فإذا كان الأمر مجرد شك في لحن الإمام فلا تلتفت إليه، وانظر الفتوى رقم: 128956.
ثم إنه على تقدير كون هذا الإمام يغلط في هذا الحرف بيقين، فإن فقهاء المالكية يسهلون في مثل هذا ويرون صحة الائتمام بمن يلحن هذا اللحن، وانظر الفتوى رقم: 258460.
والحاصل أن الأصل صحة صلاتك وائتمامك بهذا الرجل وأنه لا يلزمك إعادة شيء من الصلوات، فإن تيقنت حصول اللحن الجلي منه يقينا جازما ففي الائتمام به خلاف، والأحوط أن تأتم بغيره، ولا يبطل الصلاة إطالة الشدة والمبالغة فيها وإن كان ذلك مكروها، وانظر الفتوى رقم: 175441.
والله أعلم.