28 - 03 - 2024

كريمة الكريمة وصفوة الصفوة

كريمة الكريمة وصفوة الصفوة

كان من الممكن أن يمر تشكيل المجلس الاستشارى لكبار العلماء والخبراء في مصر مرور الكرام دون أن يشعر أحد بتلك الخطوة البالغة الأهمية والتى تدعو إلى التفاؤل غير المطلق وإنما التفاؤل الحذر أو التفاؤل المشروط ذلك لأننا برعنا فى تشكيل مجالس رائعة المسميات سامية الأهداف وسرعان ما تدخل دائرة التجاهل ومع الوقت تصبح نسيا منسيا. ....ونتذكر جميعا المجالس القومية المتخصصة التى كانت تضم صفوة عقول مصر والتى تحولت إلى جراج كبير وثلاجة كبيرة للمطلوب تجميدهم فضلا عن توظيف اسمها الفخم وإسناد رئاستها لمن يتوجب تكريمه وترضيته. ....وفى الشهور الأخيرة وحدها تم تشكيل المجلس الأعلى للطاقة والذى لم نسمع عن اجتماعه خلال أزمة الكهرباء الأخيرة. ..مثلما تم تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد. ..ولو بحثنا لوجدنا العديد من المجالس العليا التى تضم أسماء لامعة جدا لم تمكن من الاستفادة بافكارها ومقترحاتها. 

غير أن تشكيل المجلس الاستشارى لكبار علماء وخبراء مصر لفت الأنظار بقوة لعدة أسباب أولها انه جاء بعد أزمة إنقطاع الكهرباء عن معظم أنحاء مصر وتعدد الآراء المفسرة للأزمة وخروج رئيس الجمهورية شخصيا ليحدث الشعب حول ما حدث.....وثانيها أن تشكيل المجلس جاء بقرار من رئيس الجمهورية الذى اجتمع بنواة المجلس وقدم تكليفات محددة له فضلا عن تحديد طريقة عمله واجتماعاته. ....وثالثها أن المجلس ضم أسماء بالغة الرفعة تمثل أهرامات وقمم كل فى مجال تخصصه...شخصيات شبعت شهرة وتكريم داخل مصر وخارجها وبالتالى يصعب أن ترضى أو تقبل التحول إلى ديكور.

التفاؤل بتشكيل المجلس الاستشارى لكبار علماء وخبراء مصر يرتبط بالتكليفات التى تضمنها قرار رئيس الجمهورية....والتى تجعلنا نتوقع الكثير من هؤلاء العلماء والخبراء الذين يمثلون كريمة الكريمة وصفوة الصفوة.....نتوقع أن يساهموا فى تقديم التصور الاستراتيجى للدولة فى كافة المجالات.....نتوقع أن يقدموا أفكارهم النيرة للنهوض بمنظومة التعليم وربطها باحتياجات المجتمع. ونتوقع أن يسهموا بافكارهم فى المشروعات الكبرى التى تحتاجها مصر وأفضل سبل تنفيذها. .....ونتوقع منهم وصل مؤسسات الدولة بأحدث ما وصل إليه العالم فى مجال البحث العلمى والتكنولوجيا ...

غير أن التفاؤل بهذه المجلس الرفيع سيظل حذرا إلى أن تثبت الأيام والشهور القادمة توافر الإرادة للإستفادة الفعلية من قاماته الشامخة .....وتثبت تقبله بقبول حسن من كل مؤسسات الدولة بلا اية حساسية سواء من مجلس الوزراء أو من المجالس العليا الأخرى أو حتى من رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية شخصيا.....التحديات تحتم علينا الاستفادة المثلى من هذا المجلس الذى يضم أهرامات وقمم شامخة.

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات رمضانية (18) | كن ممن يحبهم الله





اعلان