شكّلت غارة جوية سعودية استهدفت، بحسب ما قالت الرياض، شحنة أسلحة مرتبطة بالإمارات في اليمن أمس الثلاثاء أخطر تصعيد حتى الآن بين الرياض وأبوظبي. وبعد أن كانتا ركيزتين توأمين للأمن الإقليمي، شهدت القوتان الخليجيتان تباعدًا في المصالح شمل كل شيء، من حصص إنتاج النفط إلى النفوذ الجيوسياسي.
وفيما يلي تسلسل زمني لتطور العلاقة بينهما:
2011: مع انتشار موجة الربيع العربي، شكّل الطرفان جبهة موحّدة في مواجهة الحركات الإسلامية؛ فنشرا قوات مشتركة في البحرين لقمع احتجاجات، ونسّقا دعمًا لـ 30 يونيو في مصر عام 2013 الذي أطاح بحكومة جماعة الإخوان المسلمين.
مارس 2015: أطلقا تدخّلًا عسكريًا في اليمن لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون المتحالفون مع إيران، وقادت القوات الإماراتية العمليات البرية، بينما سيطرت القوة الجوية السعودية على الأجواء.
يونيو 2017: قاد الحليفان مقاطعة قطر، متّهمين الدوحة بدعم الإرهاب، وهي اتهامات نفتها قطر، ورسّخت الخطوة التقارب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (MBS) ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد (MBZ).
2019: خفّضت الإمارات وجودها العسكري في اليمن، محوّلةً استراتيجيتها مع الحفاظ على نفوذها عبر المجلس الانتقالي الجنوبي (STC)، ما ترك الرياض تتحمّل العبء الأكبر للحرب ضد الحوثيين.
سبتمبر 2020: طبّعت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل بموجب «اتفاقيات أبراهام» برعاية أمريكية، وامتنعت السعودية، بوصفها حاضنة أقدس موقعين في الإسلام، عن الخطوة نفسها، مشترطةً قيام دولة فلسطينية أولًا، وهو ما منح أبوظبي قناة دبلوماسية فريدة إلى واشنطن.
يناير 2021: قادت السعودية قمة العلا لإنهاء الخلاف مع قطر. ووقّعت الإمارات على الاتفاق على مضض، محتفظةً بموقف أكثر برودًا تجاه الدوحة.
فبراير 2021: تحدّت الرياض الهيمنة التجارية لدبي، مطالِبة الشركات الأجنبية بنقل مقارّها الإقليمية إلى المملكة بحلول 2024 أو خسارة العقود الحكومية.
يوليو 2021: تصاعد التنافس الاقتصادي؛ فألغت الرياض امتيازات جمركية لسلع قادمة من المناطق الحرة، ما قوّض نموذج التجارة الإماراتي. وبالتوازي، اندلع خلاف نادر داخل «أوبك» حين عطّلت الإمارات صفقة قادتها السعودية، مطالِبةً برفع خط الأساس لإنتاج النفط الخام.
أبريل 2023: في حرب السودان، استضافت الرياض محادثات لوقف إطلاق النار دعمًا للجيش، بينما اتّهم خبراء في الأمم المتحدة الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع المنافسة، وهو ما نفته أبوظبي.
8 ديسمبر 2025: بلغت التوترات ذروتها في اليمن بعدما سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا على حقول نفط في حضرموت، متجاوزًا «خطًا أحمر» سعوديًا.
30 ديسمبر 2025: قصفت طائرات سعودية سفينة في المكلا. وقال التحالف إن السفينة كانت تنقل أسلحة ثقيلة إلى الانفصاليين، في أول اشتباك مباشر بين مصالح الشريكين.





