فاتحة
وأنت تقف مشدوهًا أمام أثرٍ مصري قديم، أو داخل معبد، أو مقبرة، ستجد أن السؤال الذي يملأ عقلك وقلبك: كيف فعلوا هذا؟ والأجدر أن يكون: مَن فعل هذا؟ وإجابته تحكيها لك الآثار والمعابد؛ المصري حين يكِدُّ ويبدع.. حين يعرف قيمته، المواطن السيد في البلد السيد، إنه ذلك البسيط الذي تخطئه العين، وتحت جلده حضارة آلاف القرون، ورثها نعمةً للكون، ونقمة عليه، وأحسب أنك تستطيع معرفة المصري الخالص؛ بإبداعه وتواضعه وصدقه، أما من اختلطت أصوله بأوشاب الآخرين فستجده مقلدًا متكبرًا منافقًا... ولنتبع اليوم سيرة مصري من هذا الزمان.
(1)
أين يقف؟
في رائعته (العمامة والقبعة) يحاكم صنع الله إبراهيم النخبة المصرية التي لم تقاوم الجيش الفرنسي، وهربت عند احتلاله القاهرة، وعادت حين أعطاها ساري عسكر الأمان، وحاولت شرعنة احتلاله، وصَمَّت الأذن عن نداءات محمد كُريم الذي حكم عليه نابليون بالإعدام إلا أن يفتدي نفسه، وتتجلى إهانة هذه النخبة عند معايرة كليبر لها بعجزها عن إيقاف ثورة القاهرة الثانية، ثم فرضه ضرائب عليهم، وحبسهم في مجلسهم حتى تبول بعضهم على نفسه.. ولم يجد صنع الله مفرًا من أن يخترع شخصية – لا اسم لها – لتعبر عن المصريين ولتكتب تاريخهم الحقيقي، ورغم سرقة الطيارات – الأوراق التي دون فيها المجهول يوميات الحملة – ورغم نسبة الجبرتي بعضها إليه بعد تحريفها وتهذيبها – فإنها وصلت إلينا حاملة عنوانًا دالا يجمع النخبة (العمامة) والمحتل (القبعة).
لكن ما تخيله صنع الله، وجده أحمد بهاء الدين في (أيام لها تاريخ) فقد مثَّل رفاعة الطهطاوي النخبة المصرية التي ظهرت دون قصد من (عزيز مصر الألباني) الذي أراد بناء جيشٍ غازٍ يمكنه من تحقيق أطماعه؛ فأنشأ المدارس وأرسل فرق الجيش لتلقي العلوم العسكرية، ومع إحداها كان الطهطاوي خطيبًا وإمامًا لكنه تجاوز ذلك بنقله ما رأى وتأسيسه لمدرسة الترجمة، وما يلفت النظر أن أول مقالات الطهطاوي في (الوقائع المصرية) كان عن الديمقراطية، ومع أن الألباني لم ينتبه لخطر مشروع الطهطاوي فقد خلفه من صرخ: "الأمم الجاهلة أسلس قيادًا من الأمم المتعلمة" وأطاح بالطهطاوي إلى المنفى، وأعاد البعثات، وقلص ميزانية التعليم، لكن كل هذا لم يوقف مسار النخبة التي تؤمن بأحقية المصريين في معيشة أفضل، بل نمت حتى إذا جاء المتباهي وأراد مجلس شورى للزينة، ملأه تلامذة الطهطاوي مطالبين بحقوقهم في مناقشة ميزانيتهم والحد من تدخل الأجانب، وهذا ما لم يتحمله الغرب فعزل المتباهي وولى المطيع.
وجده بهاء أيضًا في عبد الله النديم رغم بداياته المخفقة وظروفه السيئة، الذي مثَّل نموذجًا لقائد الرأي المصري، الذي لا ينكسر ولا ينحني، والذي يكون حضور اسمه برهانًا على أن مصر لم تزل تقاوم وفق صحيفة التيمس في سياق تحريضها للاحتلال على إغلاق صحيفة الأستاذ التي أصدرها النديم عقب العفو عنه لاشتراكه في الثورة العرابية، وعلى حين عاش الأفغاني الذي كان يوزع "السعوط بيمينه والثورة بيساره" في كنف السلطان العثماني – حتى قرَّر تسميمه – وعاد عرابي بثلاث مقالات اعتذارية للإنجليز على صفحات الأهرام، بقي النديم رائدًا لا يكذب أهله.. ولم تزل مصر تنجب الاثنين؛ من يسير في معية السلطان الأرضي سواء كان محتلاً أو مستبدًّا أو وكيلاً للمحتل، ومن يقف وسط شعبه.. ومن هؤلاء عمار علي حسن.
(2)
يقر عمار بأن الأدب هو الأبقى، وهو محق في ذلك فمن يذكر وظائف ابن زيدون أو طه حسين أو الجرجاني أو بودلير أو ويتمان أو ديستوفسكي أو نجيب محفوظ؟ لكن من ينسى نونية ابن زيدون، أو دعاء الكروان، أو دلائل الإعجاز أو أزهار الشر أو أوراق العشب أو الإخوة الأعداء أو الحرافيش؛ وقد انتبه محفوظ لهذا فهو نادر كتابة المقالات، ممتنع حين يعمل على رواية، هذا الإقرار جعل عمار ينتج في مختلف الأنواع الأدبية أعمالاً تلفت انتباه الناقد وتجذب القارئ منها روايات: "حكاية شمردل؛ 2001”، و”جدران المدى 2006" و "زهر الخريف؛ 2006" و "شجرة العابد؛ 2012" و "سقوط الصمت؛ 2013" و "السلفي؛ 2014" و "جبل الطير؛ 2014" و "باب رزق؛ 2015" و "بيت السناري؛ 2017" و "خبيئة العارف؛ 2018" و "صاحب السر؛ 2021" و "احتياج خاص؛ 2023" و " ملحمة المطاريد؛ 2025" .
وفي مجموعات قصصية: "عرب العطيات؛ 1998" و "أحلام منسية 2005" و " التي هي أحزن؛ 2013" و "حكايات الحب الأول؛ 2014" و "عطر الليل؛ 2016”، و” تلال الرماد؛ 2021" و"أخت روحي؛ 2019".
ودواوين الشعر: "لا أرى جسدي؛ 2020”، و”غبار الطريق؛ 2023”، و”حفرة تصطاد العابرين؛ 2025"
وأعمال سردية: " "مكان وسط الزحام؛ 2018" و "عجائز البلدة؛ 2020" و " مقام الشوق؛ 2022”، و”ألف نافذة لغرفة واحدة.. رحلة من الطبيعة إلى الطبائع؛ 2022”، و” الأرانب الحجرية.. حكايات من عوالم خفية؛ 2025"
مسرح وأعمال أخرى: "غريب الحارة؛ 2023”، و” قاموس الروح.. حوار بين الشيخ والمريد؛ 2024"
ولم يتوقف الإنتاج الأدبي على الإبداع، بل كان النقد الأدبي والثقافي حاضرًا وبقوة وبتمكن: "النص والسلطة والمجتمع.. القيم السياسية في الرواية العربية؛ 2003" و" بهجة الحكايا.. على خطى نجيب محفوظ؛ 2013”، و”أقلام وتجارب؛ 2019”، و”بصيرة حاضرة.. طه حسين من ست زوايا 2023”، و” خطوط فرعية؛ 2025"
(3)
لكن عمار رغم إقراره بأهمية الأدب؛ فإنه يتصدى عبر تخصصه النوعي (الاجتماع السياسي) للتفسير والتنبؤ بغية التحكم عبر مسارات متعددة منها تغريداته وحالاته على وسائل التواصل الاجتماعي ومقالاته في الصحف والمواقع ودراساته المعمقة وكتبه؛ وقد عالج كل بحسب جمهوره ووسيلته وأهدافه القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية: "التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر: ثقافة الديمقراطية ومسار التحديث لدى تيار ديني تقليدي؛ 1997”، و”وزارة العدل المصرية: سيرة مؤسسية؛ 2003”، و”عشت ما جرى، شهادة على الثورة؛2012”، و”التحديث ومسار البنى الاجتماعية التقليدية: حالة اليمن؛ 2005”، و”الفريضة الواجبة: الإصلاح السياسي في محراب الأزهر والإخوان المسلمين؛ 2003”، و”العلاقات الخليجية - المصرية: جذور الماضي ومعطيات الحاضر وآفاق المستقبل؛ 2006”، و” أمة في أزمة: من أمراض العرب السياسية في الفكر والحركة؛ 2010" و"الأيديولوجيا: المعنى والمبنى؛ 2012" "حناجر وخناجر: دراسات حول الدين والسياسة والتعليم في مصر؛ 2009”، و”العودة إلى المجهول: راهن الإصلاح في مصر ومستقبله؛ 2010”، و”التغيير الآمن: المقاومة السلمية من التذمر إلى الثورة، 2012”، و”الطريق إلى الثورة: التباشير والنبوءة، الانطلاق والتعثر؛ 2012" و "فرسان العشق الإلهي" و "أصناف أهل الفكر؛ 2013”، و” القرية والقارة: دراسات في النظم السياسية والعلاقات الدولية؛ 2014”، و”انتحار الإخوان: انطفاء الفكرة وسقوط الأخلاق وتصدع التنظيم؛ 2013”، و”تقريب البعيد؛ 2017" و" المجتمع العميق: الشبكات الاجتماعية والاقتصادية للأصولية في مصر؛ عام 2017”، و”الخيال السياسي؛2017”، و ”جامعات وجوامع.. جدل التعليم الديني والمدني؛ 2020”، و”عالم في العراء .. الإعلام الجديد والثقافة والمجتمع؛ 2022”، و”المجاز السياسي؛ 2021”،و” أبواب الأذى.. دفتر أوجاع أهل مصر؛ 2025".

(4)
"كثيرون حصروني في صوت السياسة الزاعق" هذه العبارة المؤلمة التي قالها عمار في أكثر من مناسبة، والمتأمل يجد أن هذا الأمر هو ما يظهر من بعيد لكن الواقع يختلف؛ فحين يصدر عالم المعرفة والشروق ونهضة مصر وهي من كبريات دور النشر في العالم العربي كتبه، وحين تعتني مراكز الدراسات الكبرى كمركز الأهرام الاستراتيجي بدراساته الرصينة فإن هذا يعني أن نحذف كلمة (الزاعق) من جملة عمار، وحين نجد أعماله الأدبية مطبوعة عدة طبعات فإن سنحذف (حصروني) وحين نجد مئات المقالات وعشرات الأطروحات الجامعية التي تناقش أدب عمار علي حسن فإننا سنجعل الجملة هكذا: "يصل أدبي وفكري لكل الناس في كل مكان".
ويمكن أن نطوف ببعض عناوين الأطروحات التي أعدت عنه: "المكان وأبعاد الدلالية في أعمال عمار علي حسن الروائية.. دراسة من منظور الجغرافيا الثقافية" للباحثة سارة قويسي ـ جامعة الإسكندرية، و "الواقعية السحرية في روايات عمار علي حسن" للباحث عيد خليفة بجامعة الأزهر، و"الخطاب الصوفي في الرواية العربيةـ. "شجرة العابد" لعمار علي حسن نموذجًا" للباحثة كريمة بوكرش ـ جامعة محمد بوضياف بالجزائر، و"الواقعية السحرية في شجرة العابد لعمار علي حسن" للباحث كاوة خضري بجامعة طهران، و"تحليل معجمي أسلوبي للواقعية السحرية في روايات مختارة لعمار علي حسن" للباحث محمد مصطفى عبادي، وهي أطروحة باللغة الإنجليزية..ـ جامعة السويس، ومن بينها التي سجلت في جامعة قنا بعنوان "المهمشون في روايات عمار علي حسن وماريو فارجاس يوسا.. دراسة مقارنة" وتقارن بين تناول نماذج روائية لقضية التهميش الاجتماعي روايات الأديب البيروفي الحاصل على جائزة نوبل، ورواياته، وهناك أطروحة باللغة التركية بعنوان "الروايات ما بعد الحداثية في الأدبين التركي والمصري"، تضع روايتي "جبل الطير" مع رواية نجيب محفوظ "ليالي ألف ليلة" ورواية خيري شلبي "رحلات الطرشجي الحلوجي" في مقارنة مع روايات "اسمي أحمر" لأورهان باموق، و"قواعد العشق الأربعون" لأليف شافاق، و"أطلس القارات الضبابية" لإحسان أوكتاي أنار، وهناك دراسة أعدها مجموعة من طلاب قسم اللغة الألمانية بجامعة عين شمس المصرية، عن تجليات القمع بين روايتي "زهر الخريف" ورواية "أرض لا صاحب لها " للأديب الألماني ماتياس فريدريش مويكي، وهناك الكثير من الدراسات التي أعدها مدرسون وأساتذة جامعيون حول رواياته للترقي أو غيره، وقد صدرت عدة كتب عن أعماله منها؛ "أجنحة الخيال.. الواقعية السحرية في روايات عمار علي حسن" للباحث عيد خليفة؛ 2021" و "صناعة الدهشة.. تأملات في سرد عمار علي حسن" للناقد فرج مجاهد عبد الوهاب؛ 2025، وهناك كتابان أحدهما للمرحوم للدكتور محمد السيد إسماعيل "خمسة أجنحة لطائر.. قراءة في أعمال عمار علي حسن". و"زيارة للنار المقدسة للكاتب سعيد نصر".
(5)
هل منعت كفاءة عمار علي حسن الفردية من اشتراكه في فرق عمل؟ وهل عطلته الكتابة من الاحتكاك بالوسطين؛ العلمي والثقافي؟ بمتابعة مسيرته نجد أنه شارك في الإشراف على عدد من أطروحات جامعية، للماجستير والدكتوارة، بمعهد الدراسات الأسيوية بجامعة الزقازيق، ومعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، كما شارك في مناقشة أطروحات أخرى في جامعات القاهرة والزقازيق وطنطا، وأشرف مشتركًا على رسالة دكتوراه بجامعة مونتريال الكندية، كما عمل باحثًا في الكثير من مراكز الأبحاث منها "مركز دراسات التنمية السياسية والدولية/ القاهرة" و"مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية/ أبو ظبي) وشارك في مشروعات بحثية لمراكز بحثية كثيرة منها "مركز البحوث والدراسات السياسية/ كلية الاقتصاد ـ جامعة القاهرة" و"مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية" بمؤسسة الأهرام المصرية، و"مركز الدراسات الحضارية" ـ جامعة القاهرة" ومركز "السيداج" الفرنسي، فرع القاهرة، إضافة إلى أنه أسس مطلع عام 2005 مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط، بوكالة أنباء الشرق الأوسط، وأطلق خلال فترة رئاسته له، الكثير من المشروعات البحثية منها "سبل تعزيز الوحدة الوطنية في مصر" و"كيفية دمج أهالي سيناء في الجسد الوطني المصري" و "التعليم التكاملي والاستفادة من التجربة اليابانية" و"القيم الديمقراطية لدى المؤسسات الدينية غير المسيسة في مصر"، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أنه ألقى الكثير من المحاضرات في ربوع مصر معظمها، وفي عدد كبير من الدول منها في جامعة أكسفورد البريطانية عن التصوف الإسلامي وحوار الحضارات 2010، وفي جامعة إيرفورت الألمانية عن الدين والسياسة في مصر 2012، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة للطلاب الدارسين باللغة العربية عن "مستقبل الإرهاب" و"المجتمع المصري في الأدب" 2009 و 2015، والتاريخ والأدب عام 2021، وفي جامعة سقاريا التركية عن التنافس المدني ـ الديني في مصر 2012، وعن الحوار المصري ـ الأندونيسي في جاكارتا 2012، و عن "الإصلاح الديني" و"مؤشر لقياس جودة الدعوة الإسلامية" في الكويت ضمن أعمال الهيئة الخيرية الإسلامية 2016، وفي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي عن "الإسلام السياسي".
ويدفعنا هذا إلى التساؤل: إن كان هذا هو أقل مجال أسهم فيه عمار؟ فلماذا لم يحصل جائزة الدولة التقديرية حتى كتابة هذه الأسطر؟
(6)
أكبر حزب في مصر ليس الأهلي ولا الزمالك، بل "أعداء النجاح" الذين يرون في كل موهبة خطرًا، وفي كل مخلص داءً، وفي كل صادقٍ عدوًّا، وانظر حولك تجد تكريمات يومية لأساطين الغبار والخواء؛ ولو وجهت الجوائز والمكافآت لمن يستحق، أو لِـما يستحق لكانت الأمور على غير ما نرى.. مع هذه الظلمة وذلك التيه استطاع عمار أن يحقق جوائز مهمة ومستحقة؛ ليقول للناس: أنتم تستطيعون.
نلحظ أولاً امتداد الجوائز منذ بدايات عمار حتى كتابة هذه السطور، ونلحظ أنها تنوعت تنوع كتاباته وجهوده ومنها؛ جائزة جامعة القاهرة في القصة القصيرة 1988، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية عن حصوله على المركز الثاني في نهاية تخرج الدفعة 89 من كلية الضباط الاحتياط وجائزة "الفقه والدعوة الإسلامية" التي تشرف عليها هيئة قضايا الدولة في مصر، ويشارك في تحكيمها مفتي مصر، ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وبعض مشايخ الأزهر ومستشارون من الهيئة، وبعض الشخصيات الفكرية والفقهية المرموقة، وذلك عن عامي 1991 و1992، وجائزة في مسابقة "القصة القصيرة" التي نظمتها جريدة أخبار الأدب المصرية عام 1994، وسلمها له الأستاذ نجيب محفوظ، وجائزة "القصة والحرب" التي نظمتها أخبار الأدب بالتعاون مع الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية 1995، وجائزة غانم غباش للقصة القصيرة 2003، وجائزة الدولة للتفوق 2012، وجائزة اتحاد كتاب مصر في الرواية 2014، و جائزة الشيخ زايد للكتاب 2010،وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في القصة القصيرة 2011، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في الرواية 2016، والجائزة التشجيعية لجائزة دبي للصحافة 2017، وجائزة ابن بطوطة في أدب الرحلات 2021، وجائزة ساويرس الثقافية في النقد الأدبي 2025.
ولو أن الجوائز لا يحدث فيها ما يحدث، لكان لهذه القائمة المعتبرة أن تتضاعف مرات كثيرة، ولو أضفنا هذه الجوائز إلى قيمة عمار عند قرائه وجمهوره وقرائه ومن يُعتدُّ بهم من المسؤولين، لرأينا قدوة حقيقة لكل كاتب وباحث ومفكر.
(7)
"ينحني ليأخذ الألوان التي استخلصها بيديه، من النباتات التي زرعها بيديه، ويمضي في طريقه حتى يصل إلى مقر عمله، يظل بفرشاته وألوانه يومًا، عامًّا، عقدًا، عقودًا، لا كلل، لا ملل، لا بحث عن جائزة.. ويأتي بعد رحيل جسده النحيل بآلاف السنوات، ملايين البشر يتأملون ما ترك من أثرٍ ومعابد وأبهاء وتماثيل.. ويتساءلون: كيف؟ فنشير إلى البناة العظام: هؤلاء. لكنهم يبتسمون في تواضع ويطلبون منا الانضمام إليهم وهم يقولون: "نحن" فيطيع من يطيع، فيكون رفاعة الطهطاوي وعبد الله النديم ونجيب محفوظ وطه حسين وعمار علي حسن...
-------------------------------
بقلم: أحمد سراج

عناوين العدد 343 من صحيفة المشهد الأسبوعية
سيرةُ مصريٍّ.. مع عمار علي حسن وعنه - ص3 العدد 343 من المشهد الأسبوعية





