28 - 12 - 2025

داود عبد السيد يغادر "أرض الخوف".. السينما المصرية تفقد واحدا من أهم مبدعيها

داود عبد السيد يغادر

رحل اليوم المخرج الكبير داوود عبد السيد، أحد أبرز  صناع  السينما الواقعية والاجتماعية في جيله، عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع مع المرض.

ويمثل الراحل داوود عبد السيد جزءا مهما من تاريخ الفن السينمائي في مصر والعالم العربي في مجالات الإخراج وكتابة السيناريو، حيث تتميز أفلامه بالقرب من شخصيات المجتمع العادية، وترتبط موضوعاته بهموم الناس وقضاياهم مثل الظلم الاجتماعي أو البيروقراطية.

ولد داوود عبد السيد في نوفمبر عام 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما عام 1967، وبدأ حياته المهنية بالعمل كمساعد مخرج في أفلام، من بينها "الأرض" ليوسف شاهين، و"الرجل الذي فقد ظله" لكمال الشيخ.وقال في أحد الحوارات الصحفية إن مهنة مساعد مخرج شاقة جدا وتتطلب تركيزا شديدا في موضوعات لا تمس الجانب الإبداعي للفنان.

بدأ داوود عبد السيد مسيرته بأفلام تسجيلية، بينها "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" عام 1976، والعمل في الحقل عام 1979، وعن الناس والأنبياء والفنانين" عام 1980. وأخرج أول أفلامه السينمائية "الصعاليك" عام 1985، بطولة نور الشريف ومحمود عبد العزيز ويسرا، والذي استقبله الجمهور وقتها بحفاوة بالغة، ويعرض قصة صعود إثنين من اللصوص إلى أن يصبحا من نجوم المجتمع. ثم توالت أعماله السينمائية خلال الثمانينيات والتسعينيات والتي كتب السيناريو لأغلبها، ومن أبرزها "البحث عن سيد مرزوق 1991، الكيت كات 1991، سارق الفرح 1993، أرض الخوف 2000، مواطن ومخبر وحرامي 2001، رسائل البحر 2010، وقدرات غير عادية 2015.

ونعي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ببالغ الحزن والأسى رحيل المخرج الكبير داود عبد السيد، قائلا إنه رحل بعد مسيرة استثنائية ترك خلالها بصمات خالدة في تاريخ الفن السابع، وقدّم أعمالًا شكلت وجدان أجيال من محبي السينما

وقال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:“برحيل داود عبد السيد تفقد السينما المصرية أحد أهم مبدعيها وأكثرهم صدقًا وخصوصية. كان صاحب رؤية فلسفية وإنسانية نادرة، وترك لنا أعمالًا ستبقى مرجعًا في الجمال والوعي والمعنى. لقد ساهم داود عبد السيد في ترسيخ مفهوم السينما كفن للتأمل والبحث في الإنسان والمجتمع، وسنظل نحتفي بإرثه ونتعلم من بصيرته السينمائية العميقة.”