في فجر حزين من أيام الشتاء، اهتزت ولاية آسام الهندية على وقع مأساة بيئية مؤلمة، تم دهس ثمانية أفيال، وأصيب فيل صغير، إثر اصطدام قطار بقطيع كان يعبر السكة الحديدية في هوجاي. ولم يقتصر الأثر على الحياة البرية وحدها، إذ خرجت قاطرة القطار وخمس عربات عن مسارها.

ووقعت الحادثة قبيل بزوغ فجر السبت 27 ديسمبر، حين كانت الأفيال تشق طريقها عبر القضبان. وبحسب ما أفادت به مصادر في السكك الحديدية وإدارة الغابات، اصطدم القطيع بقطار راجدهاني إكسبريس المتجه من سايرانغ إلى نيودلهي. وعلى الرغم من هول المشهد، لم تسجل إصابات بين ركاب القطار.

وأكد مسؤولون في الغابات انتشال جثامين الأفيال الثمانية من الموقع، فيما جرى إنقاذ الفيل الصغير المصاب ونقله على وجه السرعة لتلقي العلاج، في محاولة لتدارك ما تبقى من فصول هذه المأساة.

ويقع مكان الحادث على مسافة تقارب 126 كيلومترا من مدينة غواهاتي. ومع الساعات الأولى التالية للحادث، هرعت فرق الطوارئ والإنقاذ إلى الموقع، وبدأت أعمال رفع العربات المتضررة وإعادة فتح الخط.

وتسبب خروج العربات عن السكة وبقاء بقايا الأفيال على القضبان في تعطل حركة القطارات المتجهة إلى مناطق آسام العليا وشمال شرق الهند. وتم إعادة توزيع الركاب مؤقتا على عربات أخرى، على أن يضاف مقطع إضافي للقطار بعد وصوله إلى غواهاتي لاستئناف رحلته.

وأوضحت مصادر السكك الحديدية أن المنطقة ليست ممرا معتمدا لعبور الأفيال، وأن سائق القطار حاول الفرملة الاضطرارية فور رؤيته القطيع من مسافة بعيدة، غير أن الزمن لم يسعفه لتفادي الاصطدام.

وتعيد هذه الفاجعة إلى الواجهة المخاطر المتكررة لتقاطع مسارات النقل مع المواطن الطبيعية، خصوصا أن حادثا مشابها أودى بحياة فيل واحد في الشهر الماضي بولاية البنغال الغربية، في مشهد يؤكد أن الصراع بين الإنسان والطبيعة لا يزال مفتوحا على خسائر موجعة.