27 - 12 - 2025

صرخة وعي بين وهم الحرية وسقوط الأقنعة.. أين ضاعت مروءتنا؟

صرخة وعي بين وهم الحرية وسقوط الأقنعة.. أين ضاعت مروءتنا؟

في زمن الابتلاء الرقمي والانفجار المعلوماتي، لم تعد المعركة مجرد صراع على حدود جغرافية، بل أصبحت حرباً ضروساً تستهدف "الإنسان" في أعمق قناعاته وأطهر فطرته. ما نشهده اليوم من وقائع يندى لها الجبين، كتربص البعض وتصويرهم لزوايا خفية ومستنكرة للمشاهير كما حدث مؤخراً مع الممثلة ريهام عبد الغفور، ليس مجرد فعل فردي صادر عن "شخص مريض النفس"، بل هو عرض لمرض عضال أصاب جسد المجتمع، ونتيجة مباشرة لعمليات "غسيل دماغ" ممنهجة تقودها قوى تدرك أن هدم الأمة يبدأ من هدم جدار حيائها واغتيال قيم الستر فيها.
إن هذا التربص الدنيء بالناس يمثل أزمة وعي حادة، حيث تحول البعض من حماة للأعراض إلى أدوات تخريبية تنفذ أجندات "أبناء صهيون" الذين يسعون لتفتيت العقيدة وإشاعة الفاحشة، تماماً كما يخطط كهنتهم ومنظروهم الذين يستهدفون الإسلام عبر تخريب الأخلاق وتحويل المجتمع إلى "مسخ" فاقد للهوية. لقد تشبع البعض بسلوكيات غريبة عن طينتنا المصرية وعقيدتنا الإسلامية، فأصبحوا يمارسون "الدياثة الرقمية" تحت مسمى "الترند" أو السبق، متناسين أن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، وأن حفظ الأعراض من أسمى غايات الدين.
وهنا يجب أن نضع النقاط على الحروف بشجاعة؛ فبالرغم من أننا نؤمن أن الإيحاءات الزائفة بـ "الحرية" من خلال اللباس الغريب عن بيئتنا وثقافتنا هي التي أوقعت البعض في شرك هذه المواقف، إلا أن ذلك لا يعطي مبرراً أبداً لهتك الأعراض. إن الحقيقة التي يجب أن ترسخ في الأذهان هي أننا حتى لو رأينا الناس عرايا، فإن شيمنا ومروءتنا توجب علينا سترهم لا فضحهم. الدفاع هنا ليس عن شخص بعينه، بل هو ذود عن "آخر حصوننا" الأخلاقية. فالمجتمع الشرقي الذي نعتز بالانتماء إليه لا يرى في الحشمة والستر "تخلفاً" أو "رجعية"، بل يراها صمام أمان يحفظ طهارة العقيدة واستقرار الأمن الاجتماعي، فنحن لسنا الغرب ولن نكون، ولن نرتضي العيش في غابة رقمية تنهش فيها الذئاب أعراض الناس.
ولا يمكننا أن نعفي الإعلام الموجه والسينما والمسلسلات من المسؤولية الكبرى في هذا الانهيار؛ فقد لعبت "الماكينة" الفنية دوراً مشبوهاً في تطبيع الابتذال وتهميش القيم، حيث أهدرت الأخلاق من أجل حفنة من المشاهدات، وصورت التجاوز كأنه "تحرر". هذا المناخ هو الذي أنتج شخصاً يجرؤ على التصوير والنشر دون وازع من ضمير أو خوف من الله. إنها دعوة للشعب المصري الأصيل ليذود عن معتقداته، وليفهم أن حماية المجتمع تبدأ من استعادة "سلطة الحياء". متى يفيق الجميع ليدركوا أننا نُدمر من الداخل؟ إن الستر فريضة، والغيرة شيمة الأحرار، والحفاظ على قيمنا هو السبيل الوحيد للنجاة من دمار شامل يستهدف محو هويتنا وتحويلنا إلى كيانات بلا روح وبلا دين.
اللهم استر عوراتنا، واحفظ مصرنا، وردنا إلى دينك وقيمنا رداً جميلاً.
---------------------------------
بقلم: عز الدين الهواري


مقالات اخرى للكاتب

صرخة وعي بين وهم الحرية وسقوط الأقنعة.. أين ضاعت مروءتنا؟