25 - 12 - 2025

رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية: المسيح حقيقة وحياة وسط ظلام الحروب.. ومصر ستبقى واحة للسلام

رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية: المسيح حقيقة وحياة وسط ظلام الحروب.. ومصر ستبقى واحة للسلام

ترأس المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا، قداس عيد الميلاد المجيد، الذي أُقيم بكاتدرائية القديس يوسف بالظاهر، وسط حضور واسع من الآباء الكهنة، والشخصيات العامة، والقيادات الدينية والتنفيذية، إلى جانب جمع غفير من المؤمنين الذين احتشدوا للاحتفال بميلاد السيد المسيح.

وفي عظته التي جاءت بعنوان «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام»، تناول المطران شيحان المعاني الروحية والإنسانية العميقة لحدث الميلاد، رابطًا بينها وبين التحديات القاسية التي يشهدها العالم المعاصر، لا سيما في ظل الحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة. وأكد أن ميلاد المسيح هو قبل كل شيء «عيد الحقيقة»، موضحًا أن تجسد الكلمة في بيت لحم أنهى ضياع الإنسان وتيهه وسط عالم يمتلئ بالأوهام والقلق، مشددًا على أن حضور «عمانوئيل – الله معنا» يظل الصخرة التي يستند إليها المؤمنون في مواجهة كآبة العصر واضطراباته.

وتابع المطران شيحان أن الميلاد هو أيضًا «عيد الحياة»، باعتباره رسالة رجاء متجددة تمنح معنى حقيقيًا لوجود الإنسان، خاصة الشباب والأجيال الصاعدة، داعيًا إلى التمسك بقيمة الحياة وعدم الاستسلام لثقافة اليأس والإحباط. وفي هذا السياق، أعلن عن الاحتفال بـ«اليوبيل الماسي» للكنيسة، معتبرًا إياه محطة روحية وتاريخية تؤكد روح الأخوة والجماعة، ومسيرة الكنيسة التي تسير معًا للشهادة للمسيح، مستلهمة إرث الماضي لبناء المستقبل.

وتوقف رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية عند المشهد العالمي القاتم، متسائلًا عن معنى «سلام الملائكة» في زمن تسوده الحروب وتشريد العائلات وتنامي مشاعر الخوف، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن «يسوع هو سلامنا الحقيقي»، داعيًا المؤمنين إلى عدم السقوط في فخ اليأس، ومذكرًا بقول البابا لاوون الرابع عشر إن «المحبة تحتاج إلى أفعال ملموسة لا إلى كلمات فقط»، باعتبارها السبيل الوحيد لتحويل الإيمان إلى شهادة حية في الواقع.

وفي ختام عظته، قدم المطران جورج شيحان التهنئة للدولة المصرية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، معربًا عن ولائه الصادق للوطن، وموجهًا أطيب التمنيات إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى رجال الدولة والقيادات الأمنية والعسكرية، تقديرًا لجهودهم في حفظ أمن واستقرار المواطنين. كما شهد القداس مشاركة عدد من السادة النواب، والقيادات الأمنية والتنفيذية، وممثلي الكنائس المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية، إلى جانب ممثلي الأحزاب السياسية.

واختتم المطران الصلاة بالدعاء أن تظل مصر «واحة سلام» وقوة فاعلة لتحقيق الاستقرار في محيطها الإقليمي، وأن يحمل طفل المغارة الرجاء والسلام لمصر وأبنائها، معلنًا فرحة الميلاد بقوله: «ولد المسيح… هللويا».