25 - 12 - 2025

بطريرك الكاثوليك في عظة عيد الميلاد: العائلة مغارة الخلاص الأولى.. والانقسام يبدأ من البيوت

بطريرك الكاثوليك في عظة عيد الميلاد: العائلة مغارة الخلاص الأولى.. والانقسام يبدأ من البيوت

ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الميلاد المجيد، مساء الثلاثاء 24 ديسمبر 2025، حيث ألقى عظة روحية ركّز خلالها على دور العائلة كمكان أصيل للقاء بالله، ومحور أساسي لبناء السلام في الكنيسة والمجتمع.

وقال في عظته إن علامة الميلاد التي أعلنها الملاك للرعاة لم تكن مجرد “طفل مقمط”، بل “طفل في حضن عائلة”، مشيرًا إلى أن سرّ التجسد الإلهي يكشف أن الله اختار أن يعلن ذاته من خلال شركة إنسانية حقيقية، داخل دفء العائلة، لا في عزلة أو تعالٍ. وأضاف أن أعمق حقيقة في الوجود الإنساني ليست “الأنا” بل “النحن”، حيث يسكن الله وسط العلاقات القائمة على المحبة والشركة.

وحذّر البطريرك من خطورة ما وصفه بـ”المُفرِّق”، مستشهدًا بالتعبير الكتابي للشيطان باعتباره مصدر الانقسام، مؤكدًا أن الخطيئة ليست مجرد مخالفة، بل جرح في العلاقة، يبدأ داخل البيوت حين تغيب لغة الحوار ويحل الاتهام محل الحنان، والأنانية محل التضحية. وشدد على أن انقسام العائلة قد يكون بداية انقسام المجتمع، وأن السلام العالمي لن يتحقق ما لم يبدأ من سلام البيوت.

وفي حديثه عن الشفاء، أكد الأنبا إبراهيم إسحق أن العائلة المسيحية مدعوة لأن تكون “كنيسة بيتية” ومدرسة للمحبة والمغفرة، قادرة على مواجهة التيارات التي تضرب مفهوم الأسرة، من خلال الحفاظ على التوازن بين الكرامة والمحبة، واحترام الآخر دون أن يُلغى الحب. واستعاد في هذا السياق كلمات قداسة البابا الراحل فرنسيس عن “الكلمات الثلاث السحرية” في الحياة العائلية: من فضلك، شكرًا، سامحني.

ووجّه غبطته نداءً مباشرًا إلى العائلات المجروحة، داعيًا إياها إلى عدم اليأس، مؤكدًا أن لا بيت يعجز الله عن شفائه متى فُتح له الباب، ولو قليلًا، وأن ميلاد المسيح في مذود فقير رسالة رجاء لكل عائلة تعاني ضعفًا أو انقسامًا.

وفي ختام العظة، رفع البطريرك الصلاة من أجل السلام في مناطق النزاع، ومن أجل العائلات التي تعاني التفكك، خاصة الأطفال ضحايا الانفصال، كما صلى من أجل مصر، ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وجميع المسؤولين، طالبًا لهم الحكمة في مواجهة التحديات. ودعا المؤمنين إلى أن يعودوا إلى بيوتهم لا كمتلقين لبركة الميلاد فقط، بل كرسل فرح وصنّاع سلام، حاملين رسالة مغارة بيت لحم إلى العالم.