28 يوما من الأشغال الشاقة الممتزجة بالمتعة الكروية يعيش أجواءها عشاق الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة، وفي القارة السمراء بشكل خاص مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية غدا الأحد في أحضان المغرب وتستمر فعالياتها حتى 18 يناير المقبل وتتلألأ نجوم أفريقيا بأقدام لاعبيها المحترفين في دوريات أوروبا وفي مقدمتهم نجما مصر محمد صلاح وعمر مرموش اللذان يقودان المنتخب الوطني في مشواره حيث لايزال الفراعنة يتربعون على عرش الملكة السمراء برصيد 7 ألقاب منها 3 دورات متتالية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة.
ويطلق المغرب صفارة البداية وعلى صدره أوسمة البطولات منذ مونديال 2022 بقطر وحصوله على المركز الرابع ليفتح الطريق أمام 10 منتخبات أفريقية لتحجز مقاعدها في نسخة 2026 المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا .. بل ويتوج إنجازاته بنيل شرف تنظيم كأس العالم عام 2030 .. وبذلك يتطلع المنتخب المغربي الذي يستضيف المسابقة القارية على ملاعبه، لتقديم أوراق اعتماده لكي يصبح قوة كروية عالمية من خلال التتويج بلقبه الثاني في أمم أفريقيا بعد نسخة عام 1976 بإثيوبيا.
وينظر المراقبون إلى هذه البطولة التي تستمر أربعة أسابيع، بمثابة بروفة شاملة لمونديال 2030، وقد شرعت المملكة في تنفيذ أحد أضخم برامج البنية التحتية في تاريخ الرياضة الأفريقية استعدادا للعرس الأفريقي التاريخي كل عامين .. ويتنافس 24 منتخبا من مختلف أنحاء القارة في تسعة ملاعب جديدة، أو مجددة بالكامل في ست مدن .. وتغازل الآمال المنتخبات العربية الستة المشاركة في البطولة لاستعادة اللقب الذي فقدته في النسختين الماضيتين وتحديدا منذ فوز الجزائر باللقب عام 2019.
وتشهد المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات مواجهات نارية بين مصر وجنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي لتشتبك ذكريات الكبار مع منتخبات الأحلام والطموحات.. فهل تفجر "المفاجآت" الجولة الأولى عند العبور نحو الأدوار الإقصائية؟!.
فواصل من مهارات اللاعبين وتكتيكات المدربين ينتظرها ملايين المشاهدين في مدرجات المستطيل الأخضر وأمام شاشات التليفزيون والمقاهي بحثا عن الإثارة والإبهار وما أضفته الكرة الأفريقية من بهجة ونشوة في العقود الأخيرة لتحتل مكانة مرموقة في التصنيفات العالمية وتحظى باحترام وإشادة الخصوم قبل المشجعين والأصدقاء.. وتتسلط الأضواء على العديد من النجوم، أبرزهم المغربي أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، المتوج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025، والذي تتصدر صورته كل لوحة إعلانية في العاصمة المغربية الرباط، حيث يسابق اللاعب الزمن الآن من أجل التعافي من الإصابة التي يعاني منها حاليا في كاحل القدم ليشارك مع منتخب بلاده.
على شاطئ المتوسط ترسو سفينة المونديال الأفريقي بأفواج 24 فريقا من البشرة السمراء يحمل كل فريق شخصيته المستقلة ويسعى لفرض أسلوبه ورفع رصيده في بنك اللعبة الشعبية الأولى في العالم .. ويظل الجمهور أولا وأخيرا هو الجواد الرابح والفائز الأكبر بمشاعر المتعة والفرحة من هذا الماراثون الذي انطلق .. ولايرغب أبدا في أن ينتهي!
ترقد الكأس الأفريقية فوق بيض من الذهب بملايين الدولارات بجوائزها المالية الضخمة.. وإعلاناتها التسويقية التي تضخ أموالها في خزائن الشركات والمؤسسات الكبرى.. وأيضا تدفق عوائد السياحة والخدمات الفندقية .. وكل هذا يحدث ويدفع مجالات أخرى نحو مزيد من الغيرة، ويصيب كثيرا من المهن والوظائف بالحيرة .. متى يظفر ذوو العقول والخيال المبدع بما تفوز به الأجسام والاقدام؟؟!
-----------------------------------
بقلم: شريف سمير






