21 - 12 - 2025

إلى رئيس الحكومة.. حضرت معالى الوزيرة للصعيد وغاب الصعيد

إلى رئيس الحكومة.. حضرت معالى الوزيرة للصعيد وغاب الصعيد

أخيرا وبعد طول انتظار تفضلت وزيرة التنمية المحلية د منال عوض بزيارة قطاع الجنوب وحيث المحافظات الموجودة فى حديث الحكومة ومبادراتها الدولية والمحلية وارقامها، الغائبة عن أرض الواقع تماما.

الوزيرة قامت خلال الساعات الماضية بزيارة محافظتي قنا وسوهاج وهما الأقل على مؤشر التنمية فى مصر وافريقيا طبقا لتقارير البك الدولى.

ولأنني من سكان هذا الاقليم الفقير والمطحون والمرهون بأحلام سكانه، فإني أعلم ما وصل إليه من تدنى غير مسبوق، تسببت فيه قيادات لا تعلم طبيعته ولا تعلم كيف تتعامل معه، وتركت اموره لصغار المسؤولين والمتعاقدين مع أوجه الفساد منذ قرون و بالوراثة.

تحديدا في محافظة قنا هناك فجوه تاريخية بالسنوات الضوئية بين ما يتم نشره عن المحافظة من مكتبها الإعلامي وصفحاتها المنتشرة عبر منصات التواصل، وبين واقعها المرير والذى تعلمه علم اليقين وزيرة التنمية المحلية ولو أنها لا تعلمه فان هناك مشكلة فى إدارات المتابعة التابعه لوزارتها.

توسمت خيرا من هذه الزيارة لتلك المحافظة التى خرجت عمدا عن قطار المحاسبة والمراقبة قبل ان تخرج عرباتها عن قطار التنمية منذ سنوات. 

فاجأتنى الوزيرة وفاجأت 3 ملايين ونصف المليون مواطن بقنا عندما تم وضع جدول زيارتها ما بين مصانع تجميع المخلفات باعتبارها قائمة بأعمال وزيرة البئية وحضرت لتتابع مدفنا صحيا هناك، ثم منطقة صناعية لا يوجد بها أكثر من 4 مصانع بالإضافة لعدد 9 مصانع تعمل أثناء الزيارات وفقط.

كان الأمل أن تنزل إلى مدن تذرف الدموع وتستبدلها دما أحيانا بمحافظة قنا، وتحديدا مدن مثل أبوتشت وفرشوط، وهذه المدن التى انفقت الدولة فيها خلال ثلاثة سنوت فقط 21 مليار جنيه ولا يشعر بائع "الحمص" فى الشارع بأي تغيير، مدن تم غلق نصف شوارعها بالمخلفات، مدن هى الأعلى فى مصر تعديا على الأراضي الزراعية ويرفع مسؤولوها شعار "ادفع وابنى" حتى أن إحدى هذه المدن فى اقصى شمال قنا شهدت ما يوازى 18 ألف حالة بناء على الأراضي الزراعية، وتعاملت الدولة وعلى الورق فقط  مع ثلاثة آلاف حالة فقط وتم اتخاذ الاجراءات القانونية فى 1450 حالة منها.

كنا ننتظر ان تجيب وزير التنمية المحلية على سؤال المواطن فى الشارع والذى تضعه القيادة السياسية فى أول سلم اهتماماتها ويتحدث الرئيس عن ضرورة المكاشفة والمحاسبة، وهذا السؤال المتكرر دائما "لماذا تدور محافظة قنا فى فلك 6 رؤساء مدن و9 نواب رؤساء مدن و16 رئيس وحدة قروية" منذ 8 سنوات وغير قابلين للتغيير سواء بقرارات تأديبية أو شكاوى أو رصد لكل الجرائم الإدارية التي يقومون بها، لو لم تفعل الوزيرة فى زيارتها سوى الإجابة على هذا السؤال لاستحقت أن تستمر فى منصبها فى تشكيل الحكومة الجديدة، لو اقنعت المواطن أن هؤلاء المسؤولين الذى يمنعون المواطن احيانا من دخول ديوان عام المحافظة واستبدال المكان بمكان آخر مجاور "ربما من باب التأفف" 

لو أقنعتهم الوزيرة أن لا أحد فى هذا الوطن أكبر من المواطن أو يستطيع أن يمتهن إنسانيته، وأنهم لا يملكون على مصر ما يجعلهم يفعلون ما يفعلون دون عقاب أو حساب لنجحت فى تعميق الوطنية فى نفوس شباب يرى أن فى أقصى شمال قنا يضعون لافتات انتخابية أعلى النصب التذكاري لشهداء الوطن ومن دافعوا عنها، وفى مكان آخر يحاصرون نصبا تذكاريا أخر للشهداء "بأقفاص الفاكهة والخضار" فى رسالة لا نعرف معناها حتى الآن، ولا تستطيع المحافظة التعامل مع من يفعل هذا.

كنت ومازلت أرى وزيرة التنمية المحلية منال عوض واحدة من أنشط وزراء هذه الحكومة، وكنت ومازلت أنتظر منها الكثير، لكن زيارتها للجنوب جعلتنى فى حيرة من أمري، لماذا لم تسمع للمواطن وتنزل إلى نقاط هى الأسوأ فى مصر وأن تعلم أن مشكله المواطن ليس فى كورنيش وشمسية وتذكره إجبارية للدخول إليه. إنما مشكلته أنه لا يجد شارعا واحدا فى شمال قنا يستطيع أن يسير فيه وهو يمتطى "حماره" بعد أن باتت السيارات تحتاج لمطارات حتى تحلق فى السماء بعد أن تم غلق شوارع الأرض، أن ترى بأم عينها ربع مساحة الأراضى الزراعية هناك ذهبت للكتل الخرسانية وامتلأت جيوب وكروش الفاسدين بالمال الحرام مقابل قتل المساحة الزراعية لهذا الوطن.
----------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

إلى رئيس الحكومة.. حضرت معالى الوزيرة للصعيد وغاب الصعيد