اختتمت الجمعة 12 ديسمبر، في العاصمة الصينية بكين، أعمال برنامج التبادل الإعلامي 2025.
وشارك في هذا البرنامج نحو 100 صحفي بجنسيات مختلفة ومنهم ممثل عن جريدة المشهد المصرية الزميلة أميرة الشريف.
وقضى الوفد الإعلامي أكثرمن 120 يومًا، اطلعوا فيها عمليًا على التجربة الصينية بجوانبها العملية والثقافية، وملامحها السياسة والتنمية والاقتراب من المجتمع الصيني على أرض الواقع.
وحضر الصحفيون خلال تواجدهم في الصين العرض العسكري في ميدان «تيان آن مِن» في الثالث من سبتمبر، والذي عكس التزام الصين بحماية السلام وترسيخ الاستقرار الدولي، كما شاركوا في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين.
وكان الوفد الصحفي شاهدًا على طرح مبادرة الحوكمة العالمية، في إطار رؤية صينية شاملة لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية المشتركة.
البرنامج الذي أعدته وزارة الخارجية الصينية، جعل الصحفيين يتعرفون عن قرب على الثقافة الصينية وتاريخها وسياستها، وذلك بالجانبين العلمي من خلال تنظيم محاضرات أكاديمية لكبار الأساتذة والخبراء، بالإضافة إلى ندوات فكرية ناقشت مسار التنمية عالية الجودة في الصين، وأسباب نجاح النموذج الصيني في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
وحصل الصحفيون المشاركون في البرنامج على دورات تدريبية متخصصة داخل مؤسسات إعلامية صينية كبرى، بهدف تطوير المهارات التقنية والمهنية للصحفيين، وتبادل الخبرات في مجالات الصحافة الرقمية، والإنتاج الإعلامي الحديث، وصحافة البيانات، بما يعزز آفاق التعاون الإعلامي الدولي، ويدعم بناء جسور تواصل مهنية مستدامة بين الإعلام الصيني ونظرائه في مختلف دول العالم.
البرنامج الذي وضعته وزارة الخارجية الصنية، شمل زيارات ميدانية موسعة لـ16 منطقة على مستوى المقاطعات، تمثل أكثر من نصف مساحة الصين.
وخلال جولاتهم، تنقل الصحفيون بين عدد من المدن والمقاطعات، من بينها شنغهاي، وجيانغشي، وهاينان، ومدينة ووشي، إلى جانب مناطق أخرى في شمال وشرق وغرب البلاد، وتعرفوا خلال هذه الجولات على نماذج التنمية المتنوعة، بدءًا من التكامل الإقليمي في منطقة بكين–تيانجين–خبي، مرورًا بمراكز الابتكار في دلتا نهر يانغتسي، وصولًا إلى ميناء هاينان للتجارة الحرة، الذي يمثل أحد أبرز نماذج الانفتاح الاقتصادي في الصين.
وشاهد الصحفيون كيف تتجسد مسيرة التحديث في مختلف أنحاء البلاد، وكيف يعمل أكثر من مليار إنسان لبناء مستقبل أفضل، في إطار رؤية تنموية تقوم على التخطيط طويل المدى، والاستثمار في الإنسان، والاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا.
وفي ختام البرنامج أُقيم حفلًا بحضور دبوامسي رفيع المستوى بمشاركة عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الصينية، والسفراء العرب.
وأكدت الاحتفالية أن البرنامج لم يكن مجرد نشاط تدريبي، بل تجربة إنسانية ومهنية متكاملة، فتحت أمام الصحفيين آفاقًا جديدة من الفهم، وأسهمت في تعزيز الحوار الإعلامي بين الصين والعالم.
وصرح هونغ لي، مساعد وزير الخارجية الصينية، بأن وداع الصحفيين المشاركين يأتي محمّلًا بمشاعر التقدير والاعتزاز، بعد تجربة إنسانية ومهنية استثنائية شكّلت محطة لا تُنسى في مسيرتهم.
وأوضح أن المشاركين لم يكتفوا باكتشاف أماكن جديدة، بل اكتسبوا رؤى أعمق حول المجتمع الصيني، وأسهموا بدور مهم في نقل صورة أكثر شمولًا عن الصين إلى العالم، وفي الوقت ذاته عرّفوا الشعب الصيني بصورة أوضح عن بلدانهم وتجاربهم الإعلامية.
ونوّه إلى أن أكثر من 7,400 مادة صحفية نُشرت خلال فترة البرنامج عكست مستوى مهنيًا مسؤولًا، وقدّمت للعالم صورة واقعية ومتوازنة عن الصين باعتبارها دولة تؤمن بالعمل الجاد، والتنمية السلمية، والانفتاح، والتبادل الثقافي، وقيم العدالة والإنصاف.
كما أشار إلى أن العديد من الصحفيين المشاركين أكدوا أن التجربة الصينية تمثل نموذجًا ملهمًا لدول الجنوب العالمي، يجمع بين التنمية الاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي، والتقدم التكنولوجي، مع مراعاة الاستدامة البيئية.
وشهدت الدورة مشاركة ثمانية صحفيين عرب يمثلون مصر وسلطنة عُمان والجزائر والأردن والعراق واليمن والكويت وتونس، إلى جانب صحفيين من دول إفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية لاتينية، ما أضفى على البرنامج طابعًا دوليًا ثريًا، وأسهم في تعزيز الحوار الإعلامي بين الحضارات.
وفي ختام كلمته، أكد مساعد وزير الخارجية الصينية ترحيب بلاده الدائم بعودة الصحفيين مرة أخرى، سواء لاستكمال التعاون الإعلامي أو لإعداد مؤلفات وتقارير معمقة توثّق التجربة الصينية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه التجربة في تعزيز الفهم المتبادل.












