بعد سنوات من الغياب القسري والمنفى الطويل، يستعد القائم بأعمال رئيس حزب بنغلاديش الوطني، طارق رحمن، للعودة إلى أرض الوطن في الخامس والعشرين من ديسمبر، في خطوة وصفت بأنها محطة مفصلية في المشهد السياسي البنغلاديشي، ومناسبة ذات دلالات عميقة لدى أنصاره ومناصريه.
وتقول مصادر حزبية إن طارق رحمن، رغم ابتعاده الجغرافي عن البلاد، ظل حاضرا في قلب المعترك السياسي، يقود حزبه ويوجه مسيرته، واضعا نصب عينيه استعادة المسار الديمقراطي، وترسيخ حق الشعب في اختيار ممثليه بحرية، والعمل على إصلاح الحياة السياسية على أسس مؤسسية ووطنية. وقد تميزت قيادته بالصبر والثبات، وبالحرص على وحدة الحزب وتماسك صفوفه في أصعب المراحل.
ويرى مراقبون أن عودته تمثل لحظة سياسية ذات وزن خاص، إذ يأتي إلى الداخل بعد سنوات من الملاحقات والضغوط، محتفظا بموقفه المبدئي الداعم للديمقراطية، ورافضا لأي تسوية تنتقص من إرادة الشعب. وهو ما جعله، في نظر قطاع واسع من أنصار حزبه، نموذجا للقيادة الصلبة والإرادة التي لا تنكسر.
وفي هذا السياق، أعرب قادة في حزب بنغلاديش الوطني عن تطلعهم إلى أن تسهم عودة طارق رحمن في إضفاء زخم جديد على الحياة السياسية، وفي إعادة تنظيم العمل الحزبي، وتعزيز الحراك الديمقراطي السلمي. كما أكدوا أن تجربته الطويلة، ورؤيته السياسية المتراكمة، قد تفتح آفاقا جديدة أمام البلاد نحو مناخ سياسي أكثر توازنا، وشراكة وطنية أوسع.
وتجري، بالتوازي مع ذلك، استعدادات مكثفة على المستوى الحزبي والجماهيري لاستقبال عودته، في مشهد ينتظر أن يحمل في طياته رسائل سياسية واضحة، ويعكس تطلعات شريحة واسعة من الشعب إلى مرحلة جديدة عنوانها المشاركة والعدالة والكرامة الوطنية.






