18 - 12 - 2025

من السيرة الهلالية إلى الكشري: رحلة مصر في قوائم التراث غير المادي لليونسكو

من السيرة الهلالية إلى الكشري: رحلة مصر في قوائم التراث غير المادي لليونسكو

حتى عام 2008 لم يكن مسجلًا من العناصر المصرية في قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو سوى السيرة الهلالية، ملحمة شعرية شفوية عابرة للأقاليم. غير أن المشهد تغير جذريًا منذ عام 2016، مع تولي الدكتورة نهلة إمام ملف التراث غير المادي، فشهدت مصر طفرة غير مسبوقة في تسجيل عناصرها على القائمة التمثيلية، حتى بات من النادر أن يمر عام دون إدراج عنصر جديد يحمل الخصوصية الثقافية المصرية، وكان آخرها قبل أيام إدراج الكشري المصري. وفيما يلي قائمة بالعناصر المصرية المسجَّلة في قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، مرتبة من الأحدث إلى الأقدم:

الكشري المصري — طبق الحياة اليومية (2025)

أول أكلة مصرية تُدرج في قائمة التراث الثقافي غير المادي، وتمثل ثقافة الحياة اليومية والممارسات الاجتماعية المرتبطة بالطعام بوصفه فعلًا جمعيًا.

السمسمية - صناعة العزف والأداء على آلة السمسمية (2024)

آلة وترية شعبية تُعزف في مدن القناة، وتمثل تراثًا موسيقيًا شفهيًا متوارثًا.

 الحنّاء — طقوس وجماليات اجتماعية (2024)

ممارسات مرتبطة بدورة الحياة، خاصة الزواج والأفراح، بما تحمله من دلالات رمزية وجمالية.

الفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن (نحاس وذهب وفضة) (2023)

حرفة تقليدية متوارثة تشمل الزخرفة المعدنية وصناعتها اليدوية.

الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر (2022)

ممارسات دينية واجتماعية تحيي ذكرى مرور العائلة المقدسة بالأراضي المصرية.

النخلة: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات (2022)

عنصر مشترك يعكس الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للنخيل في المجتمعات العربية.

الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات (2021)

فن جمالي ومعرفي مشترك بين عدد من الدول العربية.

النسيج اليدوي في صعيد مصر (2020) — في حاجة إلى صون عاجل

حرفة تقليدية مهددة بالاندثار، تمثل ذاكرة العمل اليدوي في الجنوب المصري.

الدمى اليدوية التقليدية — الأراجوز (2018) — في حاجة إلى صون عاجل

فن مسرحي شعبي يعتمد على الدمية والصوت والسخرية الاجتماعية.

التحطيب - لعبة العصا/ فن التحطيب (2016)

ممارسة فنية – رياضية ذات جذور فرعونية، ما زالت حاضرة في الريف والصعيد.

السيرة الهلالية (2008)

ملحمة شعرية شفوية تروي سيرة قبيلة بني هلال، وتعد من أوسع المرويات الشعبية العربية انتشارًا.

وبسبب اشتراطات اليونسكو، يحق لكل دولة أن تسجل عنصرًا منفردًا واحدًا كل عامين، ويتاح لها في العام الآخر التقدّم بملف مشترك مع دول أخرى. وقد استفادت مصر من هذا النظام عبر التناوب بين تسجيل عناصر تتفرد بها الثقافة المصرية، وتقديم ملفات عربية مشتركة مثل النخلة والخط العربي والسمسمية.

وتتوزع هذه العناصر بين القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية وقائمة التراث غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وهو ما يحمّل الجهات المعنية مسؤولية اتخاذ حزمة من الإجراءات الوقائية لحماية الحرفيين والممارسين وضمان نقل هذه العناصر إلى الأجيال القادمة، منعًا لانهيارها أو اندثارها الكامل.

وعالميًا، تعد الصين أكثر دولة في العالم تسجيلًا لعناصر في قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، بنحو 44 عنصرًا، تليها تركيا، ثم فرنسا وإيران وإسبانيا واليابان وكوريا الجنوبية.

وعربيًا، تعد الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول تسجيلًا لعناصر التراث غير المادي، بحوالي 14 عنصرًا، ما وضعها في المركز السابع عالميًا.

بينما تمتلك السعودية وعُمان نحو 18 عنصرًا لكل منهما، والمغرب نحو 16 عنصرًا، غير أن معظم هذه العناصر مشتركة مع دول عربية أخرى (مثل الخيل، النخلة، القهوة العربية، الخط العربي)، في حين تميزت الإمارات بكثرة الملفات التي قادتها منفردة أو قادت إعدادها.