18 - 12 - 2025

فى الصعيد.. عندما سقطت أحزاب "الموالاة" وانتصرت "القبلية والرجعية"

فى الصعيد.. عندما سقطت أحزاب

عطفا على واحدة من أسوأ الانتخابات التى شهدتها مصر من 1866 م ومنذ مجلس شورى النواب الذى أسسه الخديوى اسماعيل وما لحق به من دستور 1923 والذى أسس للعملية الديمقراطية فى مصر برمتها.

عطفا على هذه المسرحية الهزلية، هناك مشاهد فى الخلفية بعيدة عن الكاميرات تماما، وفى مناطق تعج بأمية القراءة والكتابة والأمية السياسية والثقافية وصولا حتى للأمية الجنسية، هنا صعيد مصر، حيث عالم مواز لا يراه إلا من يعيش به، وكلما توجهت جنوبا تجد ما لا يخطر على بالك، ليس الجنوب الذى تشاهده فى التوك شو والمسلسلات العربية، صعيد مازالت ثقافته لم تر أو تسمع عن ثوره 1952 بعد، ومازالت تعيش توابع حكم فاروق الاول.

فى هذه الانتخابات، كالعادة ظهرت أحزاب الموالاة، وهى فى حقيقتها ثلاثة أحزاب ما يجمعها فقط كلمة "الوطن" فى مسماها ورايتها، وشكلت أماناتها ولجانها، ودفعت بمرشحيها إلى الميدان وكان ما كان.

على أرض الواقع لم تقنع هذه الأحزاب حتى هيئات مكاتبها بأهدافها، وكيف تقنع الشارع وقد قامت على بقايا الحزب الوطنى وأيتامه، لم تقنع أيضا حتى هؤلاء ببرامجها إن وجدت.

لن أحدثك عن ارقام مرشحيها فى الدور الاول الملغى بقرار الهيئة الوطنية للانتخابات والتى وصلت إلى 320 ألف صوت، وبعد إعادة الانتخابات وسبحان الله يا مؤمن انخفضت إلى 134 ألف صوت فى 4 دوائر، وإن رجعت حرفيا لحصر المتابعين وشرفاء الوطن وأحراره ستجدهم 89 ألف صوت فقط، منهم فى اقصى شمال قنا من دخل مرحلة الاعادة فى الملحق وقد أمطرت عليه السماء 7 آلاف صوت بعيدا عن حصر اللجان وحتى فى وسط قنا من أمطرت عليه ذات السماء 8400 صوت من أجل دخول إعادة الملحق.

ليس هذا المهم ولكن الأهم تخلى مرشحى هذه الاحزاب عن أحزابهم وفرارهم إلى عباءة القبلية ليخبئوا فيها فشلهم وفشل أحزابهم فى الحشد، سارعوا إلى الحشد القبلى وتفضيل قبيلة على أخرى وتشجيع الشباب غير الواعى ونصف المثقف وربع المخدر على شن حروب إلكترونية على القبائل الاخرى دفع بعضهم الثمن خلف القضبان الآن والباقى ينتظر دوره.

عزيزى المرشح الغلبان الذى دفع كثيرا من أجل اللحاق بركب هذه الأحزاب من وقت وجهده وأشياء اخرى، عزوفك عن حزبك وبرنامجه واسمه وشعاره وهداياه وانت قد تكون الممثل الأول له وقيادته الأولى فى المحافظة أو حتى فى الدائرة وهتافك العنصرى أمام منزلك وأحيانا داخله يؤكد أنك لا تستحق إلا المساءلة وليس التمثيل فى البرلمان، أنت اقتطعت جزءا من أهالي دائرتك ومنطقتك وابعدتهم عنك بتهمة انهم لا يشاطرونك نفس القبيلة العظيمة التى تنتمى إليها، وقررت أن تخاصمهم وتفجر فى خصومتهم، فكيف لك أن تقسم أنك ترعى مصلحة الوطن والمواطن معا.

التراشق بين القبلية والحزبية وصل لوصلة "ردح" حقيقية ومصورة فى حضور ثانى أكبر شخصية حكومية فى مصر وحضور الإعلام، بل محاولة التشابك بالايدي، هل هذه هى الأحزاب وهل هذه هى برامجها وهل هذه هى سياستها؟

ماذا تريدون أن تقدموا للشباب وما هى رسالتكم ولماذا هناك إصرار على نجاح هذه العناصر حتى باقتطاع أصوات ومنحها لراسبين تمكنوا من دخول الإعادة، من الذى يعادى الوطنيين ويجردهم من أصواتهم قبل ملابسهم ويتعمد إهانتهم، وكيف ينظر لمن هتف قبليا وواجه الدولة بيده ويد أنصاره باعتباره يستحق المساعدة، وهو مجرم بحكم الشعب قبل القانون الغائب لظروف خاصة فى صعيد مصر.

رساله يحملنا إياها كل من يقرأ ويكتب فى جنوب الصعيد لحامى هذا الوطن والحارس على مقدراته، إلى الرئيس السيسى الذى انتصر لهم أولا وقبل أن تعاد الانتخابات بنفس الاخطاء والتصميم على المجاملة، يقولون للرئيس "من أجل التاريخ والماضى والمستقبل، من أجل ألا يصبح الوطن تحت رحمة "هوارى وعربى" و "وقليعى ووشيشى" وقبلية مقيتة رجعية متعفنة، من أجل جيل صغير يحلم بتقدم المستقبل وجمال الحاضر، افعلها يا ريس، وأوقف هذه المسرحية الهزلية، الغيها ياريس"
---------------------
 
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

فى الصعيد.. عندما سقطت أحزاب