18 - 12 - 2025

رشقة أفكار | هزيمة مذلة وخروج مهين.. لايزيل عاره إلا إقالة ومحاكمة اتحاد الكرة!

رشقة أفكار | هزيمة مذلة وخروج مهين.. لايزيل عاره إلا إقالة ومحاكمة اتحاد الكرة!

- الله.. والمسيح.. والرئيس.. متى يمدون أيديهم لإطفاء النيران في  صدور ممزقة تمتلىء بالغضب !
- لماذا لاتكلف الرقابة الإدارية بمراجعة ميزانية الاتحاد و كل جنيه تم إنفاقه أو إهداره.. الآن الآن وليس غدًا
- هل يحق لأي مدرب رفض المشاركة في بطولة مثل كأس العرب رغم أنها إعداد مجاني لفريق سيشارك في بطولتين دوليتين؟
- من الذي أقر حسام وابراهيم على رفض المشاركة في كأس العرب.. أبو ريدة أم أشرف صبحي؟
- اللهم لا شماته.. أسلوب إنساني مصري يمارسه أغلبية شعبنا.. إلا مدرب المنتخب الأول وشقيقه.. هل هذا يليق؟

الغليان الذي تصاعد حتى الاشتعال في قلوب المصريين، في أعقاب الخروج المُذِل للمنتخب الثاني من كأس العرب.. لم تقابله أي محاولة لتبريدها وإطفاء حريقها، وكأن هناك اعتيادًا على رؤية الغضب واشتعاله ورفض - أو إهمال أو تجاهل - لإطفاء هذه الحرائق، مع أنها تستعر في قلوب عاشقة محبة لمصر وترابها وكل مايتعلق بسمعتها واسمها.. تقدس إسمك يا مصر في السماء.

ناشدت الرئيس عبر منصات التواصل الاجتماعي أن يتدخل من أجل تهدئة نفوس الغاضبين و السعي لإطفاء النار المتقدة في صدور الناس، كون الهزيمة من الأردن كانت مذلة والخروج من البطولة كليًا أكثر إذلالا، وما حدث معنا منذ بداية تشكيل هذا الفريق الثاني الذي شارك في البطولة، كان يستحق من الله.. أو على الأقل من المسيح - كما يقول أشقاؤنا الأقباط - أن يمدا أيديهما.. يمد الله يده، ويمد المسيح يده، بل ويمد الرئيس يده كذلك، من أجل الإنقاذ والتطبيب، ويبدو لي أن رجائي ومناشدتي قد ضل طريقه إليهم!

كانت فرصة سانحة إذا مدت الأيادي، لإصلاح ملف مليء بالثقوب السوداء.. ملف لم تُرْتق فيه خروق الثوب الرياضي الذي أصبح كالخرقة البالية، منذ زمن بعيد، حيث "الصفر المونديالي" الذي حصل عليه وزير الشباب السابق الأكاديمي والسياسي الدكتور على الدين هلال! لم نرتق خرما واحد في ثوب الرياضة.. فالأندية الرياضية تفتح أبوابها وتقبل عضوية الناس بالآلاف وتكسب الأموال الطائلة، والمستفيدون ينفقون المليارات، الدفاتر دفاترهم والورق ورقهم، ولا تقدم على أي صُعْد عالمية، وإنما الرياضة تجارة بكل شيء وسياحة لكل نافذ في ناديه، والنافذون يتحكمون في صناعة الكرة، يقبلون ما يتواءم مع مصالحهم فقط، ويفتحون النار على كل من يهدد هذه المصالح، بل إن بعضهم تبين أنه متطرف دينيا إلى حد أنه كان يرفض إلحاق أبناء المسيحيين في فرق الكرة، في فضيحة هزت الوجدان عندما هتك سترها! يبقى النادي الأهلى هو الأقل خروقًا في ثيابه الرياضية والإدارية، هكذا تقول بطولاته وإنجازات مجالس إداراته وأرباحه الملياريه وانضباط تقاريره المحاسبية.. بعكس أندية أخرى.. لكن ليس هذا مكان الحديث عنها، وإنما الكلمة الآن لأخطاء الاتحاد المصري لكرة القدم.

ملف الاتحاد لم يفتح رغم كارثة الخروج المذل من كأس العرب.. فتح ملفات الرياضة يجب أن يكون على مصراعيه.. وأول سطور الملف هنا تقرأ من اللحظة التي حصل فيها على الدين هلال على صفره المونديالي الكبير، والذي أوصلنا إلى اللحظة الحالية، التي أفشلنا فيها النجمان حسام وابراهيم حسن المدربان لمنتخب مصر، في أن نصل إلى مكانة مرموقة بدلًا من الإذلال والخروج المهين من كأس العرب.. وبدلا من أن نلعب بفريقنا الأول مجموعة مباريات مهمة، مجانية، بل وربما حصدت بعضًا من المقابل الدولاري المليوني المرصود لها كجوائز لـ "الفائزين" بجوائز بالدولار وليس بأي عملة أخري، كان ممكنًا أن نحصل عليها إذا لم "يعاند" حسام و إبراهيم ويرفضان كليا المشاركة في هذه البطولة العربية!

ما الذي يحق لمدرب منتخب مصر وما الذي لايحق له؟ هل يجوز له أن يفرض رأيه على الاتحاد؟ وهل يحق للاتحاد أن ينبطح أمام رغبة المدرب؟ الظروف كلها تكشف عن أن هناك فرضًا للرأي غير محسوب العاقبة، وربما كان هدفه المصلحة الشخصية فقط! لنتأمل ذلك.. فالرجل الذي لم  يقدم أداء مقنعًا أمام منافسيه في الأدوار الأولى التمهيدية المؤهلة للمشاركة في كأس العالم، كانت أمامه فرصة سانحة لكي يلعب بمباريات تجريبية مجانية، أمام فرق عربية مذهله، رأيناها وصدمتنا مفاجآتها.. على رأسها  الأردن الذي أخرجنا - حتى ببدلائه - من البطولة، بتكتيك ومهارة وجدارة وروح عالية، وفلسطين المفاجأة الأخرى التي تم اجتيازها بالعافية من السعودية، والمغرب المرشحة لحصد البطولة والجزائر كفريق يلعب بقوة وشراسة، والإمارات وقطر اللذان يسعيان لكتابة التاريخ الكروي في قادم الأيام.. ولا نتحدث عن المنتخب السعودي، الذي يلعب كرة جيدة، والدوري عندهم مشتعل ومختلف ويلعب فيها لاعبو العالم الماهرون الملياريون من كرة القدم!

كيف تتاح فرصة كهذه ليختبر حسام وابراهيم قدرتهما وقدرة لاعبينا على المنافسة والتكتيك واكتساب الخبرات والصقل للمهارات وتحقيق التجانس بين اللاعبين وزيادة مهاراتهم وقدرتهم على المواجهات التي سيتعرضون لها سواء في أمم أفريقيا أو في كاس العالم! كيف يرفضان المشاركة - بموافقة هاني أبو ريدة - وبإصرار من رئيس رابطة الأندية أحمد دياب على عدم تأجيل المباريات المحلية أثناء البطولة العربية، رغم أن اغلب النشاط الرياضي متوقف فعليًا؟ كيف يفكر هؤلاء المسؤولون، وتحت سمع وبصر وزير الرياضة، ويفرضون علينا كمصريين هذه الأفكار التعيسة، حيث جمعوا فريقًا كسر فريق من على المقاهي، وكما قال مدربهم المختار - حلمي طولان - نصا أنه تم اختياره للمهمة بالصدفة (!!) وذهبوا إلى هزيمة مذلة في البطولة من قبل أن تبدأ.. فقد كانوا رغم كل الجدية والاهتمام والمشاهد الاحترافية للمنتخبات العربية، يتحدثون عن حضور شرفي لنا (!!) فإذا به يتحول إلى حضور مأساوي!

المنطق والخبرة والوطنية تقول أننا ونحن  على أعتاب انطلاق بطولة الأمم الأفريقية، أن ننتهز الفرصة التي جاءتنا على طبق من ذهب لإعداد فريقنا وتجهيزه للبطولة، وفضلا عن ذلك فنحن بعدها مقبلون على المشاركة في نهائيات كأس العالم، فكيف نرفض مثل هذا الإعداد الشامل لفريقنا الأول؟ كيف يطيحون بهذه الفرصة؟ بل وإمعانا في إرهاق الجماهير نفسيا ومعنويا، استبدوا برأيهم، و رفض حسام وابراهيم - دون رادع من ضمير أو مسؤول - لعب أي مباراة ودية من باب الاستعداد للبطولة.. اللهم إلا الموافقة على ملاقاة منتخب نيجيريا ذرًا للرماد في العيون!

كيف سمحتم لهما يسمح برفض فترة إعداد مجانية؟ مصر كلها تسأل هذا السؤال ولكن المدربين حسام وإبراهيم يتجاهلان السؤال ولا يردان بأي إجابة؟ ربما أكلت القطة لسانهما الطويل؟ لماذا لم يجبرهما اتحاد الكرة على المشاركة بالفريق الأول؟ لماذا لم تدرس الصيغ الصحيحة لكي لا تحرم مصر من المشاركة والإعداد وربما تحقيق المكاسب المالية؟ ولو حتى في غياب حسام وإبراهيم كونهما يرفضان المشاركة؟ لماذا رفضا؟ هذا سؤال يجيب عنه الخبثاء، بأنهما لم يشاءا تعريض نفسيهما لمرارة هزائم قد تطيح بهما من منصبيهما! وعلى أي أساس تم اختيار حلمي طولان، وكانت شماته المدربان فيه واضحة بأعلى درجات الشماتة.. وبعد أن برزت على السطح السخرية المريرة من خروجنا المهين، تكشفت أمامنا الخلافات العميقة بين الأخوين حسام وإبراهيم وحلمي طولان! عرفنا آيضا أنه كان مدرب الصدفة، وسخر منه علنا بعض زملائه عندما ظهروا على الشاشات؟ إذا اختلف اللصان ظهر المسروق. تصريحات حلمي طولان بعد مباراة الخروج المهين،تفعل ذلك حينما تلقي باللائمة على شخص لم يسمه، هو من رفض تأجيل بعض المباريات، وحرم مصر من لاعبين مهمين؟ المقصود بالنقد والهجوم هو أحمد دياب رئيس رابطة الأندية.. فأين كان أبو ريدة وماذا يفعل؟

لم تجدي المعركة والتلاسن الذي حدث بين المدربين الثلاثة نفعا في إطفاء النيران المشتعلة في صدور الناس ولم تحفز رئيس الاتحاد على خروجه هو وحلمي طولان للاعتذار من الجماهير.. واللافت للنظر أنه عندما تحدث وزير الرياضة أشرف صبحي وقال إن الأمور (الخروج المهين) لا يمكن أن تنتهي على هذا النحو، فما كان من حلمي إلا أن فرقع بالونا قال فيه "احنا لجأنا لك ومعملتش حاجة"!!

إيه الناس دي؟ ومتى يمد الله.. والمسيح.. والرئيس.. أياديهم ليقتصوا لنا من الفشلة! متى يحالون إلى التحقيق دون استثناء؟ لابد من المحاسبة والرقابة على كل جنيه تم إنفاقه أو إهداره.. على كل مجاملة أو مصلحة خاصة أو تربح أو تكسب.. على إهدار سمعة مصر وتمريغها في التراب.. وووجوب إعادة الأمور إلى مساراتها الصحيحة في اتحاد الكرة - وربما محاكمته - الذي كان واجبًا اقالته بعد الفضيحة مباشرة.
----------------------------
بقلم: محمود الشربيني


مقالات اخرى للكاتب

رشقة أفكار | درس الرجل الذي مات !