18 - 12 - 2025

شحاتة المقدس نقيب الزبالين: أزمة النظافة في القاهرة سببها سوء الادارة

شحاتة المقدس نقيب الزبالين: أزمة النظافة في القاهرة سببها سوء الادارة

- لولا تربية الختازير لوصل سعر كيلو اللحوم إلى ألف جنيه 
- فيلم وثائقي عالمي لمسيرته مرشح لجوائز الأوسكار
- لا نحتاج لشركات أجنبية فلدينا الخبرات والمعدات الكافية

في لقاء يكشف كيف يولد النجاح من رحم التحديات، استضفنا شحاته المقدس، نقيب جامعي القمامة (الزبالين)، الذي تحولت مسيرة حياته الاستثنائية مؤخراً إلى فيلم وثائقي ينتظر عرضه عالمياً/ ويطمح للمنافسة في سباق جوائز الأوسكار. في هذا الحوار لم يكتفِ شحاته برواية قصته الملهمة عن كيف طور مهنة الأجداد، بل فتح ملف أزمة النظافة في القاهرة الكبرى، وما دورهم في إنقاذ البيئة والاقتصاد من خلال إعادة التدوير، وكيف أصبحت تربية الخنازير التي وصلت إلى مليوني رأس صمام أمان لأسعار اللحوم ومصدراً لمنتجات طبية حيوية.

* نتحدث عن الفيلم الوثائقي الذي يجسد مسيرتكم وحياتكم. ما هي قصة هذا العمل، وهل يحمل فعلاً طموح المنافسة في الأوسكار؟

- شحاته المقدس: القصة بدأت منذ سنوات عندما جاءت سيدة فرنسية كبيرة وذات منصب مرموق، وزارت حياة الزبالين والتقت بي بصفتي نقيبهم ورجل له كلمته. حكيت لها عن قصة حياتي، وكيف بدأ أبي وأجدادي هذه المهنة، وعن تربية الخنازير، وعن تأسيس النقابة في 2011. أعجبت جداً بالقصة، وبعد سنوات فوجئت بشركة إنتاج مصرية والسفير الفرنسي ووفد مهم من السفارة يطلبون تصوير فيلم عن حياتي، بعد الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة. تم التصوير في 36 يوماً، ويتناول الفيلم قصتي منذ ولادتي وكيف طورت المنطقة وترشحت لمجلس النواب. وحين سألت عن نسخة من الفيلم، أخبروني أنهم سيدخلون به جائزة الأوسكار، وأنهم سيعرضونه في مصر بعد الجائزة.

* هل تتوقعون فعلاً فوز هذا الفيلم بالجائزة، خاصة وأن تجربتكم فريدة من نوعها؟

- أنا أعتقد أنه سينجح، هناك اهتمام كبير بشخصيتي وطموحي من قِبل الدول الأوروبية، وكيف وصلت إلى هذه الثقافة والخبرة رغم أنني "زبال ابن زبال". نحن استطعنا تنظيف مصر بعد فشل الشركات الأجنبية في عهد مبارك.

* دعنا ننتقل إلى ملف النظافة. ما هي آخر اجتماعاتكم مع المحافظة؟ وما هي الخطط القادمة، خاصة أن هناك شكاوى مستمرة من تراجع مستوى النظافة في القاهرة؟

- أنا أتحدى هذه الشكاوى في القاهرة والجيزة والقليوبية. نحن مقسمون جغرافياً إلى ست مناطق. في خطتي التي وضعتها عام 2014، أوضحت أن الدولة غير قادرة على نظافة الشوارع لعدم توفر الأيدي العاملة والمعدات التي سُرقت أو تلفت بعد ثورة 2011. واقترحت أن تتولى شركات وطنية مهمة نظافة الشوارع، ونتكفل نحن – الزبالين - بجمع قمامة البيوت.

* وماذا عن هذه الشركات، هل تعتقد أننا مازلنا في احتياج لتجربة شركات أجنبية؟

- لدينا شركتان وطنيتان كبيرتان: شركة "ارتقاء" وشركة "انفيرو ماستر". الشركتان تتوليان نظافة الشوارع بالكامل، ونحن نتولى جمع قمامة الوحدات السكنية مباشرة من الساكن إلى السيارة، دون تركها في الصناديق للنباشين وتم التعاقد بالفعل مع هذه الشركات، ونحن نضمن حق الزبال الغلبان بالاحتفاظ بقمامة المنازل. ومن يخالف ذلك نقوم بإلغاء الترخيص الخاص به كله، لدي 7250 شركة مقيدة في هيئة الاستثمار وندفع ضرائب للدولة، ولذلك الناس مهتمة ومنتظمة، وشرط أساسي من الوحدة السكنية للسيارة الإنتظار، وبالفعل تم تنظيف شوارع القاهرة الكبري بالأفكار النيرة، وهنا في أحياء الزبالين الستة نقوم بفرز الزجاج والكرتون والبلاستيك، أما المواد العضوية تتبقي للخنازير، اليوم استطعت تنميه العدد ليصل لـ 2 مليون خنزير، بعد أن تم إعدام نصف مليون في 2009.

* هل تري أن المعدل المتوفر من الخنازير كاف؟

- نعم معدل كافي وفنادق كل الأجانب تأخذ منا، والمعرض الدولي وكل هذا تسبب في زيادة عدد السياح في مصر وتعتمد اعتمادا كليا على لحم الخنزير، وكذلك هناك حوالي 25 مليون مسيحي في مصر يأكلون لحم خنزير، لو لم يتوفر كان من الممكن ان ينافسوا على اللحوم البلدية وبالتزاحم مع إخواتنا المسلمين"،و كيلو اللحم سيقفز، لولا الخنزير كان قفز الي 1000 جنيه، بالإضافة إن الخنزير له فوائد لتخليصنا من القمامة نهائياً ( نعم حرام بناء على الشرع الإسلامي) ولكن لكم دينكم ولي دين، بالإضافة إلى الفوائد الطبية من جلد ودهن الخنزير (كالإنسولين وسلك العمليات). إذن له فائدة في أمور أخري كتيرة، والله لم يخلق دابة على الأرض إلا وكانت في خدمة الإنسان، فقد سخر لنا هذا في خدمة البشر.

* إذن، ما الذي ينقصنا اليوم للارتقاء بمنظومة النظافة؟ هل نحتاج استيراد معدات أو شركات خارجية؟

- لا نحتاج أي شيء من الخارج. مشكلتنا سوء الإدارة! الإمكانيات متوفرة، وقيادة الدولة تولي الملف اهتماماً كبيراً منذ عام 2014. لدينا شركات وطنية من أبناء الزبالين لديها القدرة والخبرة التي تفوق خبرة الخواجة. الشركتان الحاليّتان تستخدمان معدات حديثة جداً للتعامل مع الشوارع، بينما نعتمد نحن على طريقتنا القديمة الفعالة في جمع القمامة من البيوت.

* أخيراً، هل هناك خطط أو اجتماعات قادمة للتطوير أو التوسع؟

- أي شيء تطلبه الدولة أنا جاهز له. بعد نجاحنا في قطاعي غرب وشرق القاهرة، هناك خطة ما زالت قيد الدراسة لتوسيع نطاق عملنا ليشمل جنوب وشمال القاهرة. وقد تحدثت مع شركائنا وهم على أتم الاستعداد ولديهم المعدات اللازمة، حتى أنهم توسعوا في مدن جديدة كالعاصمة الإدارية ومدينة 6 أكتوبر والتجمعات. لقد انتهينا من قطاع غرب وشرق القاهرة، وهناك خطة مازالت قيد الدراسة، أن تستعين بنا الدولة في إنشاء شركات لجنوب القاهرة وشمال القاهرة،  وهناك حديث مع السادة المسؤولين، وعندما تحدثت مع الحاج ناصر صاحب شركة ماستر الذي يعمل اليوم في قطاع شرق القاهرة وذكرت له خطه الدولة، فقال لي أنه جاهز بعد أن توسع وأخد دمياط الجديدة، وشركة إنفيرو لديها معدات كتيرة.

* ماذا عن المدن الجديدة كالعاصمه الإدارية؟

- نحن نغطي جميع المتاطق، ونصل العاصمة الإدارية وحتى الوحدات العسكرية نحصل على تصاريح من وزارة الدفاع مشكورة، ونصل للتجمع الأول والخامس بالكامل ومدينة 6 أكتوبر، فعددنا مليون يغطي كافه مناطق الدولة ولم نغفل شيئا، ونتصارع على رفع القمامة لأنها لقمة عيش، ميزة المهنة أنها تكسب كتيرا، وهي أيضا مهنة مستدامة.

* ما الجديد الذي تطلبه مؤخراً من الدولة بخصوص حقوق العمال؟

- المسؤولون لم يقصروا وهم يساعدونا وهناك تسهيلات بالنسبة للزبالين، خاصة من السيد مدير الامن والمرور ومعالي المحافظ، وكل ما يطلبه جامعو القمامة أن يكون العمل سلسا، وبالفعل يسهلون علينا العمل .

* وماذا عن حقوق العاملين أو الدعم من قِبل الدولة، خاصة قطاع الصحة والمعاشات؟

- الدولة مشكورة لا تقصر في أن نحصل على حقنا؛ فقطاع الصحة يوفر لنا مركزاً كبيراً مثل "مركز الجبرتي" الذي يخدم أهالينا. وكَنقابة، نحن ندعم الأعضاء الذين يتعرضون لظروف صعبة أو الوفاة، وتساعدنا في ذلك الكنيسة والجمعيات الأهلية، والحمد لله مجتمعنا هادئ ومحترم وآمن، أما عن المعاشات مثلاً، فهناك قطاع المعاشات للدولة تصرف قانونا، وكنقابة لو كان هناك أحد الأعضاء وقع بيه الحال أو توفى وأسرته لديها أطفال، تقوم النقابه بدورها معه ونساعد بعضنا جميعا.
---------------------------------------
حوار: جورجيت شرقاوي