10 - 12 - 2025

اليوم التالي.. وما أدراك باليوم التالي؟

اليوم التالي.. وما أدراك باليوم التالي؟

هذا مقال كتبته في يوم 8 ديسمبر العام الماضي، تعليقا علي التدهور العسكري لقوات بشار، ولكنه لم ينشر، ووجدته يقفز أمامي اليوم وكأنه يلح علي الإطلال برأسه.

قلت عشية "طوفان الأقصي" في مقابلة تلفزيونية، أن المنطقة بعد 7 أكتوبر ، لن تكون كما كانت قبل 7 أكتوبر، وأن معادلات كثيرة سوف تتعدل.

واليوم، وقلبي مثقل بمشاهد الدمار والدماء، في فمي ماء كثير.

كتبت كذلك ذات يوم بعد ثورة 25 يناير: "أن أخطر يوم في الثورة، هو اليوم التالي لنجاحها" .

أن ما يحدث في سوريا اليوم يبدو كأنه "رومنتادا" للثورة السورية التي واجهت وحشية رد فعل النظام، وأدت إلي موت نصف مليون شخص، فضلا عن عشرات الآلاف من المعتقلين، وهجرة حوالي 4 مليون مواطن سوري.

تمثال حافظ الأسد في ساحة الأمويين يسقط .. كما سقطت تماثيل في مدن أخري.

لقد شاهدت ذلك التمثال، ووقفت أمامه ذات يوم متسائلاّ: "لماذا يحرص الطغاة علي بناء التماثيل لشخصهم وهم يحكمون، رغم ما تحمله كتب التاريخ من قصص سقوط التماثيل والأصنام ؟" ...ألا يقرأون؟..

ولا أخفيكم أنني شعرت أن ذلك التمثال لن يستمر في مكانه طويلاً.

أما عظماء القادة الذين تقيم الشعوب تماثيل لهم بعد وفاتهم، فأنها تبقي تذكارا للحكم الرشيد علي مر السنين.

أثق في تحضر الشعب السوري، لذا أرجو أن يسود العقل، وأن ينجح الأشقاء في نزع نزعات الإنتقام والأحقاد، وأن تمر المرحلة الإنتقالية بأقل قدر من الخسائر لحين إعادة بناء وهيكلة المؤسسات السورية.

وانصحهم بحسن معاملة الجنود، وإعادة تأهيلهم من جديد لخدمة الوطن، فليس ذنب هؤلاء أن الساسة يخطئون .

وليس افضل من أن نستعيد تحذير الله سبحانه للبشر : "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ".

وكما قال الرسول الكريم :" إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِته".
---------------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
*مساعد وزير الخارجية الأسبق


مقالات اخرى للكاتب

ما الذي سقط في الشام؟