04 - 12 - 2025

عجاجيات | بين السلطة والسلطات

عجاجيات | بين السلطة والسلطات

السلطة أو السلاطة الخضراء تقوم على دمج مكوناتها من طماطم وخيار وجرجير وبقدونس وشبت وبصل ويضاف إليها قليل من الزيت وعصير الليمون والخل والملح لضمان إزالة الفوارق بين كل مكوناتها.

وسلطة الفواكه تقوم أيضا على فكرة دمج مكوناتها من برتقال وجوافة ورمان وتفاح وكنتالوب وقد يضاف إليها بعضا من عصير المانجو والسكر وتقلب جيدا لضمان وحدة وتقارب مكوناتها.

وعلى عكس السلطة أو السلاطة بأنواعها التى تحب الاندماج والاختلاط فإن السلطات فى الدول الديموقراطية أو لنقل التى تسعى بجدية نحو حياة ديمقراطية تقوم على الفصل بينها، واصطلح على تحديد ثلاث انواع من السلطات فى أى نظام وهى السلطة التنفيذية التى يمثلها رئيس الدولة والحكومة والسلطة التشريعية ويمثلها البرلمان سواء تكون من غرفة واحدة أو غرفتين والسلطة القضائية وتمثلها الأجهزة القضائية

منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع عبارة الفصل بين السلطات، وفى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية درست وتعلمت أن الفصل بين السلطات من دلالات احترام أى نظام للديمقراطية، وان تلاشى الخطوط الفاصلة بين السلطات وسيطرة وعلو أحدي السلطات وطغيانها من دلالات الوقوع فى براثن الديكتاتورية، وهو ما يجب الإنتباه له وعلاجه دون إبطاء.

وما يلاحظه أي منصف أن الفصل بين السلطات فى بلادنا بعافية، فالسلطة التنفيذية وأجهزتها تنظر من برج عاجى للسلطتين التشريعية والقضائية، وأحسب بل وأجزم أن وقائع الإنتخابات البرلمانية التى نعيش فصولها تكشف بجلاء عن الحالة المرضية التى وصل إليها مبدأ الفصل بين السلطات.

ويبدو أن البعض بات يؤمن بتطبيق (زيتنا فى دقيقنا) و(احنا أسرة حلوين مع بعضنا) و(فى الاتحاد قوة) وهو يتعامل مع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية فيسعى إلى دمجها لتصبح سلطة واحدة أو سلاطة واحدة.
-----------------------
بقلم: عبدالغني عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | بين السلطة والسلطات