01 - 12 - 2025

ويبقى الودُّ ما بقي العتاب!

ويبقى الودُّ ما بقي العتاب!

أودُّ أن يلتمس لي العذرَ، كلُّ من يرغب من قرائي في أن أكتب شيئا عن عزيزٍ يخصُّه، سواء كان أبا أو أمَّا، أخا أو أختا، ابنا أو ابنة .
وبرغم أنَّها ثقةٌ، تستوجبُ شكرَ كلِّ من خصّني بها، وشرفٌ به أتباهى وأفتخر؛ أن حققت مقالاتي عن أعلام قريتنا هذا الصدى والانتشار، فتلك أمنيةُ كلِّ كاتب، إلا أنَّ الأمر شاقٌ، وليس مستطاعًا أن ألبي كلَّ طلب، وأن أستجيبَ لكلِّ رغبة؛ لكثرةِ الشواغل، وتعدد المهام، وتنامي مطالب الأسرة والأولاد في ظلِّ غلاء لا يرحم كبيرا ولا صغيرا، غنيا كان أو فقيرا .
ولا يعني هذا مطلقا أنَّ من تشرَّف بناني بتسطير بعضٍ من مناقبهم أفضلُ من غيرهم، أو أنَّ ذويهم أحبُّ إلى قلبي من ذوي من لم أكتب عنهم، فهذه مغالطة، بل ربما كان من ذوي من كتبتُ عنهم من هو غيرُ مستساغ بالنسبة لي، ولكن أباه أو أمه، أخاه أو أخته، كان ذا أثرٍ، لا يُنكره إلا جاحد .
وهنا أستميحُ القارئ عذرا على قسوة لغتي، فبعضُ ذوي رحم من كتبتُ عنهم، اعتبر أنَّ ما فعلتُه حقٌ مكتسب، ولم يكلِّف خاطره حتى ولو بكلمة شكر، وأؤكد أنني لا أريدُ شكر أحد، ولكنه أمر الشرع، ووصيةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم: (من قدَّم إليكم معروفا فكافئوه) !
وغلقا لباب المزايدة الرخيصة من أي أحد، فأنا هنا لا أتدلل، ولا أمنُّ على أحد، فو الله ما كتبتُ عمن كتبت إلا إيمانا بفضلهم، واستغلالا لنافذة فُتحتْ أمامي، أردتُ أن أدخل من خلالها السرور على أهل قريتي .
أجزمُ بأنَّ هناك كثيرين يستحقون الحمل على الرؤوس، والإشادةَ بفضلهم، ولفتَ أنظار النشء إلى أياديهم البيضاء على قريتنا، وأعد بأنَّه كلما سنحت الظروف، وأتيحت الفرصة، سأتصدر لهذه المهمة الجسيمة، ولكن دون ضغط من أحد أو استعجال من مُستعجِل !
وبيد أنها فرصةٌ للمكاشفة، فأعلنُ أنني في أمسِّ الحاجة لمساعدةِ أصحاب الأقلام الجادة، والبيان الناصع، والذين يتميزون عني بمزيّة السن، الذي أكسبهم خبرات ومعارف لم تتوافر لي .
وأتمنى من المنوط بهم القيام بهذه المهمة ألا يعتبروا مناشدتي تلك توريطا لهم، خاصة أنَّ بعضهم له دورٌ ملموسٌ بالفعل مثل الجراح الأديب د. عادل القطان، صاحب البيان الناصع، واللغة الرشيقة، وكذلك الطبيب الحكَّاء ناصف الشبراوي، والنسابة المثقف د. بدر الخولي، والروائي المنتشر كالنار في الهشيم - طبعا أمسك الخشب - الطبيب رأفت الخولي، وغير هؤلاء الكثير من ذوي الأقلام الطَّيعة والثقافة الواسعة .
-----------------------------
بقلم: صبري الموجي
* مدير تحرير الأهرام


مقالات اخرى للكاتب

ويبقى الودُّ ما بقي العتاب!