01 - 12 - 2025

طائرة إماراتية محملة بمعدات عسكرية هبطت في تل أبيب الجمعة: ضمن تنسيق عملياتي

طائرة إماراتية محملة بمعدات عسكرية هبطت في تل أبيب الجمعة: ضمن تنسيق عملياتي

هبطت في مطار بن جوريون، يوم الجمعة، طائرة شحن إماراتية من طراز “أنتونوف An-124 روسلان” بعدما أقلعت من الإمارات العربية المتحدة، وكانت محمّلة بشاحنات عسكرية أمريكية الصنع، وفقاً لما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست نقلاً  عن هيئة البث الإسرائيلية العامة  “كان”.

وذكرت القناة أن الشاحنات، التي بدا أنها تحمل معدات عسكرية أمريكية، أُعيد تحميلها لاحقاً على الطائرة ذاتها، قبل أن تغادر إسرائيل متجهة إلى الإمارات، بعد توقف قصير في جورجيا.

سيبدو هذا الخبر ملتبساً ويحتاج إلى تحليل..

المرور عبر إسرائيل أو توقف المعدات فيها جزء من عملية أميركية أكبر، وليست عملية بيع معدات بين إسرائيل والإمارات.

هذا يعني اندماج الأمن الخليجي والإسرائيلي داخل الإطار الأميركي نفسه. يلفت الخبر الانتباه لأن الطائرة دخلت إسرائيل وعادت للإمارات بنفس الشحنات الأميركية، وهذا لا يحدث إلا في حالة اختبار لوجستي، أو تنسيق عملياتي، أو عبور ضمن مهمة أكبر، وليس مجرد شحن بضائع.

القصة مرتبطة بواقع جديد في المنطقة: تعاون أمني – لوجستي – عسكري في إطار قيادة أمريكية واحدة تشمل إسرائيل ودول الخليج، والإمارات هي أبرز طرف خليجي في هذا الإطار.

حركة طائرة شحن كبيرة محمّلة بمعدات أميركية بين الإمارات وإسرائيل قد تكون رسالة لوجستية مفادها: هناك تعاون فعّال ومشترك تحت مظلة أميركية. هذه الإشارة موجهة إلى لاعب إقليمي (إيران) أو جهات فاعلة في المنطقة بأن القدرة على التنسيق سريعة وموجودة.

الإمارات لاعب إقليمي في ثلاث وظائف مهمة لواشنطن

- مركز لوجستي عسكري للنقل الأميركي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا عبر موانئها ومطاراتها التي هي جزء من شبكة عبور للمعدات الثقيلة.

- أكبر مشترٍ للعتاد الأميركي في المنطقة بعد السعودية (خصوصاً المركبات التكتيكية والمدرعات والمروحيات).

- لديها مركز سياسي مستقر في المنطقة لدى الولايات المتحدة.

لماذا إسرائيل بالتحديد؟

التطبيع غير قواعد اللعبة. فبعد اتفاقات ابراهام  لم تعد الاتفاقيات الأمنية تحت الطاولة، بل أصبحت معلنة ومُقننة.

وبالتالي أصبح النقل العسكري أو التبادل اللوجستي أمرًا عادياً ومكشوفاً نسبياً. إسرائيل الآن مركز لوجستي – استخباراتي في الشبكة الأمريكية بالمنطقة.

المناورات والمشاريع المشتركة بين إسرائيل ودول الخليج عبر القيادة المركزية الأميركية أصبحت علنية، ومتكررة، ومغطاة إعلامياً.

أما التوقف  في جورجيا بحد ذاته فهو معروف ومعتاد لأن جورجيا محطة لوجستية للطائرات الثقيلة القادمة من الخليج نحو أوروبا وآسيا، ومطارها يستقبل Antonov-124 كثيراً.

ما يدعم التحليل السابق أن  تكملة الخبر في الجيروزاليم بوست تقول إن شركة طيران الإمارات، ومقرها دبي، وهي إحدى شركتي الطيران الوطنيتين في دولة الإمارات العربية المتحدة، تخطط لاستئناف رحلاتها إلى إسرائيل في أوائل عام 2026، حسبما ذكرت قناة "كان" اليوم الاثنين.
-----------------------------
تحليل: فراج إسماعيل
* نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك