01 - 12 - 2025

تعاون عسكري مصري- صيني يربك إسرائيل.. مقاتلات غير مرصودة تعيد تشكيل ميزان القوة في المنطقة

تعاون عسكري مصري- صيني يربك إسرائيل.. مقاتلات غير مرصودة تعيد تشكيل ميزان القوة في المنطقة

كشفت وسائل إعلام عبرية عن حالة ارتباك لافتة داخل الأوساط الأمنية والعسكرية في تل أبيب خلال الأشهر الأخيرة، بعد دخول مقاتلات صينية إلى المجال الجوي المصري دون أن تتمكن الرادارات الإسرائيلية أو الأمريكية من رصدها، في تطور اعتبرته الصحافة العبرية دليلاً على التحديث العميق الذي تشهده منظومة الدفاع المصرية.

وذكرت صحيفة معاريف أن هذا التطور فاجأ إسرائيل وأثار نقاشات داخل مؤسساتها الأمنية حول مدى تغيّر ميزان القوة الجوية في المنطقة، مؤكدة أن تل أبيب باتت تخشى من تسارع وتيرة بناء القوة العسكرية المصرية، وقدرتها على تحقيق قفزات استراتيجية دون الاعتماد الكامل على طرف واحد.

وأوضحت الصحيفة أن مصر تدرس منذ سنوات خيارات متعددة لاقتناء مقاتلات من الجيل الخامس، من خلال مفاوضات وتعاون محتمل مع روسيا والصين وكوريا الجنوبية وتركيا، بعضها يتضمن الإنتاج المحلي أو التطوير المشترك، وهو ما يعكس حرص القاهرة على تنويع مصادر التسليح وتعزيز استقلالية قرارها العسكري.

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى أن مصر تنفذ منذ عام 2015 برنامجاً شاملاً لإعادة بناء الجيش وتحديثه، يشمل تطوير أنظمة القيادة والسيطرة، ورفع كفاءة الوحدات القتالية، وتوسيع قدرات المناورة في سيناء، إلى جانب تعزيز منظومات الدفاع الجوي بشراء معدات متقدمة من الولايات المتحدة وروسيا والصين، الأمر الذي رفع من مستوى الجاهزية القتالية المصرية بشكل لافت.

ووفقاً للتقارير العبرية، تعمل مصر بالتوازي على تحديث قواتها البحرية بشكل غير مسبوق، بإضافة غواصات وفرقاطات وسفن قتالية حديثة، بما يعزز حماية الأمن القومي المصري وقدرتها على تأمين مسارح العمليات البحرية الممتدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط.

وفي السياق نفسه، تواصل القوات الجوية المصرية تعزيز أسطولها المقاتل، بعدما تسلمت مؤخراً ثلاث طائرات رافال من النسخة المتطورة F3R ضمن صفقة تشمل 30 طائرة جديدة، ليصل عدد ما تسلمته القاهرة حتى الآن إلى 18 طائرة، على أن تُستكمل باقي الدفعات قريباً.

وتترافق الصفقة مع حصول مصر على أنظمة تسليح جو–جو متقدمة يصل مداها إلى 145 كيلومتراً، وهي قدرات سبق أن حاولت إسرائيل عرقلة وصولها للقاهرة.

كما أبرمت وزارة الدفاع الأمريكية عقداً بقيمة 4.7 مليار دولار مع شركة “بوينغ” لتصنيع مروحيات أباتشي AH-64E Guardian لمصر إلى جانب دول أخرى، وفي حال اكتمال تسليم الدفعات الجديدة، سيضم الأسطول المصري نحو 100 مروحية قتالية من أحدث الطرازات الأمريكية والروسية، مما يعكس قوة ضاربة كبرى على مستوى الإقليم.

وتعد مروحيات AH-64E من أكثر المروحيات الهجومية تطوراً في العالم، بفضل أنظمة الرادار المتقدمة لونغبو، وقدرات الحرب الإلكترونية، ووسائل الاتصال المشفرة، إلى جانب قدرتها على تنفيذ مهام دقيقة في مختلف الظروف الجوية وتسليحها الثقيل، مما يمنح مصر واحدة من أقوى منظومات الهجوم الجوي في الشرق الأوسط.

وبحسب التحليلات العبرية، فإن مؤشرات التطوير العسكري المصري تؤكد أن القاهرة تمضي بثبات نحو بناء قوة ردع مستقلة، وتكريس حرية قرارها العسكري في منطقة تشهد تغيرات سريعة في موازين القوى، وهو ما يثير قلقاً متصاعداً داخل إسرائيل التي تراقب هذا التحول عن كثب.