09 - 12 - 2025

كشف حساب وزير التعليم

كشف حساب وزير التعليم

يعلم أهل اللسان العربى أن لفظة "وزير" مشتقة من (وَزَرَ) أى حَمَل ثقلًا؛ ذلك أن الوزير يحمل بعض أثقال الحكم وأعبائه عن الملك أو الحاكم، فهل حمل محمد عبد اللطيف وزير التعليم بعض أوزار (أعباء) الحكم عن الحكومة أم كان هو عبئًا على الحكومة؟!

لقد كثرت على محمد عبد اللطيف المآخذ والمثالب منذ أول شهر لأول عام دراسى تولاه فى ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥م، وكان ذلك لقراره القراقوشى الضحل المرقوم ب(١٣٦) والمعنِىّ بالأداءات والتقييمات، الذى ما إن نُفِّذ بالمدارس إلا وأكل الأوقات، فقَلَّ التعليم، وزاد التجهيل، وفشا سوء الخلق بين الطلاب المراهقين حتى قتل بعضهم بعضا فى غير واقعة، وليس ذلك بعجيب وقوعه، فقد انشغل عشرات الملايين من جمهور المعلمين والمتعلمين وأولياء الأمور بخدمة القرار (١٣٦) لا بخدمة التربية ولا التعليم، فهم ليس عندهم الوقت لها! فلما انكشفت سوأة القرار بعد عام تام من التجربة والاختبار أَبَى عليه الغرور إلا استمراره عامًا آخر دون مراجعة تذكر، كأنما هو وحى مُنَزَّل مُنَزّه يخشى تبديله أو تحويله!

وما هذه المداهمات الأمنية يا معاليك التى تداهم بها معلميك فى فصولهم؛ لتقف تحت الكاميرات تتمعن فى كراسات هنا، ووريقات هناك كأنك تناظر قضية تخابر، ثم يذاع ذلك كله على الصفحات والمواقع، فتأخذ أنت اللقطة وتمضى مزهوًّا بالنصر، ثم يجترئ من بعدك الصغير والكبير، والعاقل والسفيه،  على المعلم وعلى وزارتك!

وماذا عن أجور المعلمين يا معاليك؟! إن المعلمين محرومون من الأجر المكمل لسد الخلل الفاحش بين أساسى الأجور على ٢٠١٤ وبين المستقطعات على ٢٠٢٥ وأسعار سوق ٢٠٢٥ إلا من بضع مئات من الجنيهات، تُستقطع منها عدة مئات أخرى قبل أن تصل ليد المعلمين! "وكأنك يا بو زيد ما غزيت". فأين معاليك من ذلك؟!

قد كثرت فى عهد معاليه فضائح المدارس الدولية، فمن هتك أعراض، واعتداء طلاب على طلاب، ومن مخالفات معلومة وغير معلومة، وإن تكرار هذه الاعتداءات يلقى فى روع الأبرياء سؤالًا بريئًا: هل هذه المدارس الدولية لها سابق دلال على معاليه بحكم الزمالة فى امتلاك مدارس دولية؟ وهل سابقة إدارة محمد عبد اللطيف لمدارس (زميلة) قد جرأتهم على التهاون والتخفف من تدابير السلامة؛ لسابق ما بينهم الزمالة؟! هذه وأخواتها أسئلة لا اتهامات.

أليس من الأسلم لسمعة الوزارة عامة، ولسمعة معاليه خاصة الخروج فى تغيير وزارى مرتقب أو غير مرتقب "وكفاية من الدست مغرفة" كما قالها بعض من سبقوه من الوزراء؟! مع احتفاظه بلقب "وزير سابق" وامتيازات "وزير سابق" وعلاقات "وزير سابق"، فذلك خير من أن تطرأ فى الأمور أمور، فتنفتح  أبواب قضايا كانت مُخفاة، ثم تقدم بيد فاعل خير (وما أكثرهم)، فيناله لقب "الهارب من العدالة" أو "المُدان" أو "النزيل".
-------------------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كشف حساب وزير التعليم