27 - 11 - 2025

ترامب.. يد تصافح بـ"السلام" وأخرى تدق طبول الحرب!

ترامب.. يد تصافح بـ

لم تصرفه تحديات الخارج عن ملفات الداخل .. ولاتزال نزعة الحفاظ على السلالة الأمريكية البيضاء تراوده سعيا وراء ولاية رئاسية ثالثة .. فقد أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعزز تحركاته وخططه للسلام بقرارات ترضي الناخب الأمريكي وتثلج صدره، عندما أمر بإجراء مراجعة واسعة النطاق تشمل جميع اللاجئين الذين دخلوا الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

مذكرة موقعة من إدارة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية ترجمت استراتيجية ترامب نحو حصار اللاجئين والأجانب داخل الأراضي الأمريكية، لتسري على نحو 200 ألف لاجئ دخلوا الولايات المتحدة بين 20 يناير 2021 و20 فبراير 2025.. وترصدت إدارة ترامب لدفاتر وسجلات هذه السنوات الأربعة لتشمل وقف جميع عمليات نظر طلبات الإقامة الدائمة للاجئين الذين دخلوا في عهد بايدن.. وسبقت هذه النتيجة مقدمات لاحت في بداية ولاية ترامب عندما جمد الرئيس الجمهوري قبول اللاجئين إلى الولايات المتحدة من جميع أنحاء العالم لدى توليه منصبه في يناير 2025 في إطار حملته الواسعة على الهجرة الشرعية وغير الشرعية.

وعمليا، نجحت إدارة ترامب في الحد من عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة إلى 7500 لاجئ خلال 2026، مع إعطاء الأولوية للبِيض من جنوب أفريقيا، وتمثل هذه الخطوة انخفاضا كبيرا عن الحد الأقصى السابق البالغ 125 ألف لاجئ، الذي حدده الرئيس السابق جو بايدن، ليتقلص هذا الرقم إلى مستوى قياسي.. وعند توليه منصبه في يناير الماضي، أوقف ترمب جميع عمليات قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، بحيث لايمكن استئنافها إلا إذا ثبت أنها تخدم المصالح العليا للولايات المتحدة.

تدويل الملف صار ورقة كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية لترويجها على مائدة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي لحث الدول الأعضاء على الانضمام إلى حملة عالمية لإلغاء حماية اللجوء، في تحول سياسي كبير من شأنه أن يسعى إلى إعادة تشكيل إطار الهجرة لما بعد الحرب العالمية الثانية، فيما أعلن البيت الأبيض أنه سينقل الإشراف على برامج دعم اللاجئين من وزارة الخارجية إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية .. وبينما يوقع الرئيس الأمريكي بيده اليمنى وثائق التهدئة بحروف خطط السلام في الشرق الأوسط وأوروبا، تدق يده اليسرى طبول الحرب مع طوائف اللاجئين لتنقية الجنس الأمريكي الأبيض من دماء المهاجرين الملونة!.
------------------------------
بقلم: شريف سمير

مقالات اخرى للكاتب

ترامب.. يد تصافح بـ