20 - 11 - 2025

بوتين يشيد بتقدم مشروع الضبعة النووي : شراكة تاريخية تفتح آفاقاً جديدة لأمن الطاقة في مصر

بوتين يشيد بتقدم مشروع الضبعة النووي : شراكة تاريخية تفتح آفاقاً جديدة لأمن الطاقة في مصر

وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمات مؤثرة خلال مشاركته عبر الفيديو في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل بالوحدة الأولى لمحطة الضبعة للطاقة النووية، مؤكداً أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أحد أكبر أهداف مصر في مجال الطاقة.

بوتين استهل كلمته بالترحيب الحار بالمشاركين في الحفل، مشيداً بالتقدم الملحوظ في تنفيذ أول محطة نووية في مصر بالتعاون مع روسيا، ومؤكداً أن المشروع دخل مرحلة محورية من تركيب المعدات التكنولوجية التي تمهد لبدء توليد الكهرباء قريباً، لتلبية الاحتياجات المتصاعدة للاقتصاد المصري.

ولم يفت الرئيس الروسي الإشارة إلى الدور الشخصي الكبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في دعم هذا المشروع العملاق، موجهاً له تهنئة خاصة بمناسبة عيد ميلاده، ومتمنياً له الصحة والنجاح والازدهار في خدمة الشعب المصري.

وأوضح بوتين أن التعاون المصري الروسي لا يقتصر على مشروع “الذرة السلمية” فحسب، بل يمتد إلى مجالات أوسع تعكس عمق العلاقات الثنائية المتنامية، والتي ترتكز على اتفاقية التعاون الاستراتيجي وروح الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

 واستعاد بوتين محطات بارزة من التاريخ المشترك، مشيراً إلى الدور الكبير للخبراء السوفييت في إنشاء مشروعات محورية مثل السد العالي بأسوان، ومجمع حلوان للحديد والصلب، ومجمع مصر للألومنيوم بنجع حمادي، والتي وصفها بأنها “رموز حقيقية للصداقة بين البلدين”.

وكشف الرئيس الروسي عن استمرار نمو الشراكة الاقتصادية، مؤكداً أن حجم التبادل التجاري ارتفع بأكثر من الثلث خلال العام الماضي، إلى جانب التقدم في إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس.

وتناول بوتين الأثر المتوقع لمحطة الضبعة النووية، موضحاً أن تشغيل الوحدات الأربع بقوة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات سيُحدث نقلة نوعية في أمن الطاقة المصري، حيث ستولد ما يصل إلى 37 مليار كيلووات/ساعة سنوياً، بما يغطي نحو 10% من استهلاك الكهرباء في البلاد. 

كما أشاد بالتقنيات المتقدمة التي تعتمدها شركة “روساتوم”، مؤكداً التزامها الكامل بأعلى معايير البيئة والسلامة.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن المشروع يمثل نموذجاً للتعاون الصناعي بين البلدين، لافتاً إلى أن 55% من العقود والتوريدات تُنفذ داخل مصر، وهو ما يسهم في بناء صناعة نووية وطنية حديثة ويوفر وظائف جديدة، بينها وظائف تتطلب مهارات فنية عالية.

كما أكد بوتين أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً بتأهيل الكوادر المصرية، حيث حصل أكثر من 100 طالب مصري على تدريب متخصص في الجامعات الروسية، فضلاً عن افتتاح مركز متطور للتدريب والتطوير المهني داخل موقع المحطة بمشاركة أكاديمية “روساتوم”.

وجدد الرئيس الروسي التزام بلاده بدعم مصر طوال دورة حياة المشروع النووي، من خلال توفير وقود المفاعلات على المدى الطويل، وصيانة المحطة، وإدارة المواد النووية المستهلكة.

 كما أبدى استعداد روسيا لمشاركة مصر تقنيات أخرى متقدمة، من بينها المفاعلات المعيارية الصغيرة واستخدامات الطاقة النووية في الطب والزراعة.

وفي ختام كلمته، عبّر بوتين عن تقديره الكبير للمهندسين والعمال المصريين والروس الذين يعملون على مدار الساعة لإنجاز مشروع الضبعة، مؤكداً أن جهودهم هي التي تجعل هذا المشروع الاستراتيجي يتحرك بأقصى سرعة ويُنفذ بجودة عالية. 

كما هنّأ مصر بيوم الطاقة الذرية الذي يوافق يوم الاحتفال، والرئيس السيسي بمناسبة عيد ميلاده، متمنياً له كل التوفيق والنجاح، وموجهاً شكره لكل من يساهم في تحقيق هذا المشروع التاريخي.